المنبر التونسي (مستشفيات عزيزة عثمانة) – تواصل جمعية “آفاق قرطاج” إثبات التأثير الملموس الذي يمكن أن يمارسه المجتمع المدني على حياة المواطنين، من خلال تنسيقها مؤخرًا لمبادرة هامة لإعادة تأهيل وتجهيز بعض الأقسام في مستشفيين عموميين في العاصمة: مستشفى عزيزة عثمانة ومستشفى الأطفال بشير حمزة.
انطلاقًا من رؤية إنسانية تضامنية عميقة، قادت الجمعية هذه العملية بالشراكة مع بنك قطر الوطني (QNB)، وبدعم من شركات “سوموسير”، “TPR”، “أسترال” و”آرت ألو”. وقد وحّدت هذه الأطراف الخاصة جهودها للاستجابة لحاجيات ملحة في مجال تجديد الفضاءات الاستشفائية، بالتنسيق الوثيق مع وزارة الصحة.
عملية على مرحلتين لمستشفيين مهمين
في المرحلة الأولى، استفادت وحدة أمراض الدم في مستشفى عزيزة عثمانة من تجهيزات ضرورية: أسِرّة، فرشات، كراسي طبية مخصصة للعلاج الكيميائي والأشعة، بالإضافة إلى مكيفات هواء. وتهدف هذه التحسينات إلى تعزيز ظروف الاستقبال ودعم فعالية الرعاية الصحية في بيئة أكثر إنسانية ووظيفية.
وتركزت المرحلة الثانية على مستشفى الأطفال بشير حمزة، حيث تم تجديد فضاء كامل مخصص للراحة وتناول الطعام خاص بالأطفال المقيمين وأمهاتهم. وقد أُعيد تجهيز المطبخ بالكامل ليواكب احتياجات العائلات خلال فترات العلاج التي تكون غالبًا طويلة ومرهقة.
شراكة نموذجية بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني
يعكس هذا المشروع تأثير التعاون بين المجتمع المدني والقطاع الخاص والسلطات العمومية. وخلال حفل الافتتاح، أشاد وزير الصحة، الدكتور مصطفى الفرجاني، بهذه المبادرة قائلاً إنها “تستجيب لحاجيات فعلية في مؤسساتنا الصحية، بفضل التزام فاعلين اقتصاديين وجمعويين”.
من جهتها، أكدت السيدة إيمان بحرون، رئيسة جمعية آفاق قرطاج، على رسالة الجمعية قائلة:
“منذ تأسيسنا، نعمل من أجل تونس أكثر تضامنًا. الصحة تمثل أولوية بالنسبة لنا، وهذه المبادرة تندرج ضمن رؤية طويلة المدى. وبفضل شركائنا مثل QNB، سوموسير، TPR، أسترال وآرت ألو، يمكننا توسيع مجال تدخلنا والاستجابة بشكل دقيق وعاجل للاحتياجات الميدانية.”
آفاق قرطاج: ديناميكية تضامنية في تطور مستمر
تأسست جمعية آفاق قرطاج سنة 2019، وهي جمعية خيرية تونسية تنشط في عدة مجالات: مكافحة الهشاشة، الدعم المدرسي، والتضامن خلال شهر رمضان. وقد نفذت أكثر من 50 مبادرة خلال ست سنوات، استفاد منها بشكل مباشر أكثر من 6000 شخص.
ومن بين أبرز مشاريعها، مكنّت عملية “مطعم القلب” التي نظمتها في السنوات الفارطة من توزيع أكثر من 70 ألف وجبة ساخنة خلال شهر رمضان، كما استفاد مئات التلاميذ من أوساط هشة من مستلزمات مدرسية ومحافظ عند كل عودة مدرسية.
عمل لم يبدأ بعد فعليًا
استنادًا إلى هذه التجربة، تعتزم جمعية آفاق قرطاج التدخل هذا العام في خمسة مؤسسات استشفائية إضافية. وهناك تدشينات أخرى قيد الإعداد، مما يعكس رغبة الجمعية وشركائها في بناء شبكة تضامنية مستدامة ومنظمة على المستوى الوطني.