انطلاق فعاليات الدورة الثانية والأربعين من مهرجان بنزرت الدولي 

0

المنبر التونسي (مهرجان بنزرت الدولي) – انطلقت فعاليات الدورة الثانية والأربعين من مهرجان بنزرت الدولي،  اليوم الثلاثاء 15 جويلية 2025، بعرض فني ضخم بعنوان “رحلة الأجيال”، من إخراج الفنان يسري مقداد، وبمشاركة سبعين فنانًا من مختلف معتمديات ولاية بنزرت، في توليفة ركحية جمعت بين الموسيقى، والمسرح، والذاكرة، والحنين.

وقد انطلق العرض بتأخير دام حوالي خمس عشرة دقيقة، ليُفتتح بنشيد وطني أدّته فرقة موسيقية، في أجواء احتفالية طغى عليها الفخر والانتماء. ثم صعد لطفي الصفاقسي مدير المهرجان، إلى الركح معبّرًا باسم كل الفريق عن شكره لتونس التي “أنجزت هذا الحلم، وللجماهير التي حضرته”. كما أعلن رسميًّا افتتاح الدورة 42، في لفتة رمزية استبقت انطلاق فعاليات السهرة.

وقد سبقت العرض كلمة ترحيبية مؤثرة ألقتها مقدّمة المهرجان، عبّرت فيها عن الطابع الاستثنائي لهذه الأمسية، قائلة:”الليلة لسنا أمام سهرة تقليدية، بل نعيش حلمًا وُلد في أحياء بنزرت، حلم أطفال صغار كانوا يجلسون يومًا في مدارج مسرح الهواء الطلق، ويحلمون باعتلاء ركحه، وها هو الحلم اليوم يتحقّق…”
وتوجّهت بكلمة مباشرة للمخرج يسري مقداد، مؤكدة أنّه لم يعُد ذلك الطفل الصغير الذي يحلم فقط، بل هو من جعل الحلم الآن حقيقة، لتُختتم الكلمة برسالة أمل تقول:
“ما دمت مغرومًا، ستصلُ إلى ما تحب.”

انطلق العرض بعرض مرئي على الشاشة الكبرى لمسرح الهواء الطلق ببنزرت، مرفق بصوت راوٍ يقول: “في يوم من الأيام، كانت بنزرت سنة 1950…”، ليُعرض شريط أرشيفي مصوّر للمدينة في تلك الحقبة. ثم يدخل طفل صغير إلى الركح، قبل أن يُقاطعه رجل مسنّ يطلب منه مغادرة المكان لأنه ليس للعب، فتُظلم الخشبة للحظات، في مشهد رمزي عن الزمن والذاكرة.

تُضاء الخشبة و يظهر الرجل الكبير في بداية العرض وهو الفنان “دينوري القفصي ” البالغ من العمر 84 سنة، وهو من كبار فناني المالوف، وتتلمذ على يد الأستاذ خميس ترنان في حركة رمزية ثم انطلق العرض على صوت الفنان الشاب رامي الكافي، الذي اعتلى مسرح بنزرت لأول مرة في مسيرته، مُقدّمًا أداؤه كمنشد لأول مرة كذلك. ويُعدّ الكافي، البالغ من العمر 19 سنة، من تلاميذ الفنان الكبير زياد غرسة، ما أضفى على ظهوره بُعدًا رمزيًّا كامتداد للأجيال الفنية المتعاقبة.

يمثّل عرض “رحلة الأجيال” تجربة فنية جامعة، تسعى إلى استحضار تراث بنزرت الغنائي والمسرحي، وإعادة تقديمه في قالب معاصر يجمع الماضي بالحاضر، والحلم بالواقع. كما يعكس مشاركة سبعين فنانًا من مختلف معتمديات الجهة روح الانتماء الجماعي، والتشبث بالذاكرة المحلية كرافعة للفن والإبداع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.