المنبر التونسي (مستشفى بالقدس) – وقّع صندوق قطر للتنمية اتفاقية تمويل بقيمة 6.95 ملايين دولار أميركي مع مستشفى القديس يوسف في القدس الشرقية، بالشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، بهدف دعم خطة تحويل المستشفى إلى مؤسسة طبية أكاديمية.
وتهدف الاتفاقية -وفقا للصندوق- إلى الارتقاء بجودة الرعاية الصحية وتوسيع برامج التدريب السريري في أحد أبرز المرافق الطبية الفلسطينية في مدينة القدس.
وأوضح الصندوق عبر حسابه على منصة “إكس” أن المشروع سيُسهم في تحسين الخدمات الصحية المقدمة لأكثر من 10 آلاف و500 مستفيد سنويا، من خلال تعزيز البنية التعليمية للمستشفى، ورفع كفاءة كوادره الطبية، وتمكينه من أداء دور محوري في تدريب الكفاءات الصحية الفلسطينية.
وشهد توقيع الاتفاقية رئيس مجلس إدارة صندوق قطر للتنمية الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني، بحضور كل من المدير العام لصندوق قطر للتنمية فهد بن حمد السليطي، والمدير العام للمستشفى جميل كوسا، والمدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية ريمي ريو، وذلك على هامش منتدى الدوحة 2025.
ليست المرة الأولى
من جانبه، قال المدير العام لمستشفى مار يوسف (الفرنسي) جميل كوسا -في حديثه للجزيرة نت- إن الاتفاقية مع صندوق قطر للتنمية تتضمن توسعة المستشفى، بحيث يساهم الصندوق في بناء وتجهيز طابق من أصل 5 طوابق ستستخدم كمواقف سيارات بسعة نحو 250 سيارة، بالإضافة لبناء وتجهيز طابق كامل من البناية الجديدة التي ستضم 6 طوابق.
وأضاف كوسا أن الصندوق سيتولى بناء وتجهيز طابق فحوصات الرنين المغناطيسي (MRI)، بالإضافة لترميم وتحديث قسم العمليات الجراحية القائم في المستشفى.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يرتفع عدد العاملين في المستشفى إلى نحو 900 موظف بفضل التوسعة التي سيوفرها تمويل المشروع، مقارنة بـ430 موظفا يعملون فيه حاليا.
وأكد مدير عام المستشفى أن هذه ليست المرة الأولى التي تدعم بها قطر المستشفى الفرنسي، إذ موّل الأمير تميم بن حمد آل ثاني الجزء الأكبر عند بناء قسمي الولادة والطوارئ عام 2014، وكان للدعم القطري آنذاك الحصة الأكبر بالمشروع، واليوم تُفتح صفحة تعاون جديدة من خلال الصندوق.
ومن المتوقع -وفقا لمدير المستشفى- أن يبدأ العمل بالمرحلة الأولى من المشروع والتي تمولها قطر مطلع أفريل المقبل.
خصوصية فريدة
ويُعد مستشفى القديس يوسف -المعروف أيضا بالمستشفى الفرنسي أو الفرنساوي- واحدا من أبرز المستشفيات العاملة في القدس الشرقية، ومن أصل 6 مؤسسات طبية فلسطينية أساسية تخدم المدينة.
ويقع المستشفى في حي الشيخ جراح، ويعمل منذ تأسيسه عام 1956 كمؤسسة غير ربحية أسستها راهبات مار يوسف.
ويملك المستشفى -وفقا لموقعه الإلكتروني- خصوصية فريدة بكونه المستشفى الكاثوليكي الوحيد في القدس الشرقية.
ويقدّم المستشفى خدماته لكافة سكان مدينة القدس، إضافة إلى المرضى القادمين من الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يجعله ركيزة مركزية في منظومة الرعاية الصحية الفلسطينية بالمدينة.
دعم متواصل
وتأتي هذه الاتفاقية في سياق الدعم الإنساني المستمر الذي تقدمه دولة قطر للشعب الفلسطيني، ولا سيما في ظل التحديات الإنسانية المتفاقمة في الأراضي الفلسطينية، حيث تسعى الدوحة إلى تعزيز الأمن الإنساني وتوفير الخدمات الأساسية للفئات الأكثر تضررا.
وكانت قطر مولت عبر صندوق قطر للتنمية تزويد مستشفى أوغستا فكتوريا (المطّلع) في القدس بجهاز المُسارِع الخطّي المزود بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما أتاح بدء علاج مرضى الأورام بالإشعاع من محافظات الضفة الغربية.
ويستقبل المستشفى يوميا ما بين 80 و90 مريضا يخضعون لجلسات علاجية مختلفة بفضل هذا التطور الطبي.
وسبق أن أعلنت دولة قطر عبر صندوقها للتنمية تسيير مساعدات إنسانية عدة، وذلك في إطار الجهود المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني، ولا سيما منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في أكتوبر 2023.
ومنذ تأسيسه قدّم صندوق قطر للتنمية أكثر من 7 مليارات دولار لدعم مشاريع في أكثر من 100 دولة، مركّزا على قطاعات التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي والمساعدات الإنسانية، إلى جانب أولويات مثل الأمن الغذائي والتكيف مع التغير المناخي والبنية التحتية المستدامة.











































