المنبر التونسي (الطبوبي) – قال أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، اليوم الإثنين، خلال كلمته في افتتاح القمة الافريقية النقابية أن الأزمة الوبائية والحرب الروسية – الأكرانية يرفعان جملة من التّحديات الكبرى تتعلّق بتغيير وشيك في النّظام التّجاري العالمي من خلال نقل سلاسل التّموين العالمية إلى دول أخرى.
وأشار الطبوبي إلى احتداد أزمة المديونية وظهور أنماط جديدة للتّداين علاوة على التّأثيرات المتعلّقة بالتّغيير المناخي وتسارع وتيرة التّحولات الرّقمية والطّاقية والبيئية وانعكاساتها على مستقبل العمل بما سيشكّل خارطة جيواستراتيجية جديدة متعدّدة الأبعاد لن تستثنى منها أيّ من المكوّنات الإنسانية والمجتمعية والثّقافية.
واعتبر الطبوبي أن اتّفاق منطقة التّبادل الحرّ بالقارّة الإفريقية سيكون قادرا على رفع نسبة النّموّ على نحو مستدام وتحسين الأجور والإنتاجية والحدّ من الفقر والتّرفيع في المداخيل الاقتصادية الحقيقية والحصّة الإفريقية من التّجارة العالمية.
وحذر الطبوبي في هذا الاطار من التّداعيات المحتملة للاتّفاق في غياب التّحضير المسبق وتنسيق وانسجام الأنظمة القانونية والمؤسّساتية وتوحيد معايير الإنتاج والاستهلاك والآليات المشتركة لإدارة النّزاعات وتذليل العقبات اللّوجيستية، لا سيما وأنّ أغلب التّجارب المقارنة على الصّعيد الدّولي أثبتت وجود مخاطر نظامية فعلية للتّبادل الحرّ خاصّة على الصّعيدين الاجتماعي والتّنموي في المدى القريب والمتوسّط والبعيد تمسّ من مواطن الشّغل ومن العمل اللّائق وسياسات توزيع المداخيل إضافة إلى مخاطر انحراف التّبادلات التّجارية وتعمّق التّباينات الهيكلية بين المرأة والرّجل وتكريس الفوارق التّنموية على الأصعدة الجهوية والحضرية والرّيفية وخطر الإغراق الاجتماعي وارتفاع منسوب الهجرة في كلّ أبعادها خاصّة من خلال استقطاب اليد العاملة الوافدة في إطار الهجرة غير النّظامية.