زيارة الباجي قائد السبسي لباريس (07 و 08 أفريل)

0

لئن ابتدأت زيارة الدولة التي اداها رئيس الدولة الباجي قايد السبسي الى فرنسا من قصر الايليزي بتشريف كبير فقد انتهت امس بمقر سفارة تونس بباريس بودّ يعكس مدى اهتمام اعلى هرم السلطة الفرنسية بتونس وحرصه على تمتين الروابط مع شعبها الذي يحمل جزء منه الجنسية الفرنسية

فقد حلّ فرنسوا هولاند الى مقر السفارة لحضور اللقاء الذي جمع الباجي قايد السبسي بأطياف من الجالية التونسية ، و في الوقت الذي اعتبر فيه الرئيس التونسي ان كل الحضور تونسيين فقد كان رد الرئيس الفرنسي ان كل الحضور فرنسيين في اشارة الى انهم يحملون الجنسيتين غير انه استطرد قائلا ان من ظل بجنسية تونسية فحسب يجب ان يكون فخورا بذلك لان تونس حققت المعجزات مشبها الشعب التونسي بالشعب الفرنسي اذ قال ”نحن امة صنعنا الثورة منذ سنة 1789 … صنعنا الثورة لأنفسنا لتامين التعددية والحرية وصنعناها للعالم وانتم كذلك صنعتم الثورة للعالم العربي وللعالم وختم بالقول ان تونس بالنسبة لفرنسا ليست كبقية الدول

الشجاعة التونسية

توصيف محمل بالمعاني يعكس اهتماما خاصا للفرنسيين بتونس ، اهتمام فيه من الخشية ما يستوجب التوقف عنده فالفرنسيين يعلمون جيدا ان تونس التي دخلت نادي الدول الديمقراطية لم تعد تبحث عن استرضاء الاخر ولم تعد في موقع الاستجداء فهي لن تخشى ان تنعت قياداتها بالدكتاتورية ولا تخاف من ان يحوّل الدعم الى غير مآربه سواء تعلق بالدعم المالي او الامني او العسكري وهي في حاله تلك موديل مفروض عليه النجاح والكل يريد ان يكون الراعي لهذا النجاح والمساهم فيه … فأي نصيب لفرنسا من ذلك؟

معركة المربع الاخير

تعلم فرنسا جيدا ان لغة موليار هي راس الحربة التي تفرض نفسها بها على عدد من الدول ومن ضمنهم تونس غير ان اللغة الفرنسية ما انفكت تسجل تراجعا واضحا لدى الاجيال الجديدة التي ما انفكت تتجه اكثر فأكثر نحو الانكليزية تخاطبا وكتابة على الاقل على مستوى الكفاءات ممن تكونوا بالخارج او يعملون به كما تعلم فرنسا ان عدم مراهنتها على فوز نداء تونس ودعمها لغريم الرئيس الحالي خلال الانتخابات لم يمر مرور الكرام سيما وان غريمتها المانيا راهنت على فوز الحزب الحاكم كما تعلم جيدا ان الولايات المتحدة الامريكية ودول اخرى على غرار المانيا بالأساس وبريطانيا وتركيا بدأت تولي اهتماما خاصا لتونس… اعتبارات اخذتها الدبلوماسية الفرنسية بعين الاعتبار مما يفترض ان يجعلها تستخلص بأنها تخوض معركة المربع الاخير للحفاظ على ما تعتبر مرجع نظرها التاريخي داخله بعد ان نضجت سياسيا ودخلت نادي الكبار

تحرك فالس

كل تلك الاعتبارات جعلتها تمنح الباجي قايد السبسي كل التشريفات بل وأكثر عندما سارع هولاند بالحضور الى ارض تونسية ألا وهي سفارة تونس بباريس في اخر ساعة من زيارة الدولة كما جعلتها تسارع بتسخير وزراء السيادة للقاء الباجي قايد السبسي حول مأدبة غذاء نظمها الوزير الاول ايمانوال فالس أمس ووفق ما افاد به الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية معز السيناوي في تصريح للـ” الصباح ” فان وزراء الخارجية والدفاع والداخلية الفرنسيين ابدوا استعدادهم لدعم تونس في مجال مقاومة الارهاب ، استعداد رأى انه بدا يتجسم وان وزير الدفاع سيتحول قريبا الى تونس للقاء نظيره بها

اما فالس فقد بدا مهتما خلال كامل اللقاء اذ اعد جذاذات وتطرق الى مسائل ملموسة فالإرهاب وان كان يشغل بالهم كثيرا فان معركة المربع الاخير يبدو انها تؤرق مضاجعهم سيما بعد التسريب الاخير الذي كشف ان مساعدي الباجي نصحوه بان تكون اول وجهة اوربية له هي المانيا احتجاجا على الموقف الفرنسي الداعم لغرماء حزبه غير ان رده كان جازما وهو انه عندما يتعلق الامر بمصلحة البلاد يجب ان تترك المسائل الثانوية جانبا.

دهاء الباجي

والمؤكد ان الباجي قايد السبسي يعلم جيدا ما يخفى على العديد لذلك تراه يحسن المناورة فهو يؤكد بل ويصر في دردشاته مع الاعلاميين على انه يرفض سياسة اليد الممدودة وانه لا يرد الاستجداء من اي دولة كانت … وانه يرى ان من يريد ان يساعد تونس فان عليه فعل ذلك كما يرى نفسه وفي اطار صلاحياته بمثابة راس الحربة التي عليها فتح الطريق وتعبيده على ان تكون الحكومة جاهزة للتحرك … جاهزية لا تزال الى حد الان محل شك عندما نعاين المردود المتواضع لبعض الوزارات وأهمها وزارة الاستثمار لذلك فانه وفي انتظار لقاء السبع الكبار التي ستحضره تونس فان على وزراء الصيد ان يدخلوا وبسرعة نظام الدفع الرباعي في ادائهم

باريس / من مبعوث دار الصباح حافظ الغريبي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.