ودادية قدماء البرلمانيين التونسيين : بيان بمناسبة الذكرى الستين لإستقلال تونس

0

يحيي الشعب التونسي ، الذكرى الستين لإستقلال تونس ، هذا الإستقلال الذي تحقق بفضل تضحيات الشعب التونسي الذي خاض نضالا وطنيا رائعا بقيادة ثلة من أبنائه اللذين إنتموا للحزب الحر الدستوري بقيادة الزعيم الخالد المرحوم الحبيب بورقيبة .

فتح إستقلال تونس الباب  على مصراعيه ، لتنهار المنظومة الإستعمارية في العالم بأسره و في إفريقيا خاصة ، فإستعادت الشعوب العربية و الإفريقية زمام الأمور ، وتكونت حكومات وطنية بمختلف البلدان المستقلة ، لم تستطع في غالب الأحيان تحقيق الطموحات التي علقتها عليها شعوبها .

لئن توفقنا في تونس لإقامة نظام حكم وطني ، تمكن رغم قلة الموارد من تطوير البلاد ونشر التعليم بين صفوف أبناءه ، و إرساء مقومات الدولة العصرية التي قامت على الثوابت الوطنية والوسطية و الحداثة ، وساهم البرلمانيون عبر مختلف الأجيال في وضع معالم هذا النظام وتدعيمه ، فإننا نشهد منذ مدة تراجعا كبيرا في القيم التي تأسس عليها النظام في تونس إذ إعترى الكثير منها الضعف و الوهن مما خلق مشاعر من الحيرة لدى عموم أبناء الشعب .

لذلك فإن إحياء الذكرى الستين ، هي فرصة لتذكير الأجيال الصاعدة بأهمية هذا الحدث التاريخــــــــــــي و الترحم على شهداء الإستقلال اللذين سقطوا في ساحات الوغى بمناسبة المعارك من أجل الإستقلال ، وشهداء الوطن اللذين قدموا أرواحهم الزكية للدفاع عن مدنية الدولة و حمايتها من التطرف و الإرهاب ، وهي مناسبة كذلك للإشادة بالدور الذي إضطلع به مناضلو الحركة الوطنية و في مقدمتهم البرلمانيون التونسيون عبر مختلف الدورات التشريعية و المناضلون اللذين إنتموا إلى مختلف التنظيمات الوطنية التي كانت تعمل في إنسجام كامل مع الحزب الحر الدستوري التونسي الذي إلتّف حوله سائر أبناء الشعب طيلة سنوات عديدة من أجل الإرتقاء بالوطن و الدفاع عن قيمه وثوابته .

عادل كعنيش رئيس الودادية

هذا و لا يفوت قدماء البرلمانيين التونسيين أن يتوجهوا بهذه المناسبة بنداء ملح إلى كل العائلات السياسية من أجل الإرتقاء في آدائها السياسي إلى مستوى الطموحات الشعبية و التصدي جماعيا للعنف و الإرهاب لحماية الوطن من المخربين اللذين يريدون تحويل بلادنا إلى ساحة للفوضى و الإرتماء نحو المجهول .

كما ندعو الجميع إلى التقيد بالمبادئ الوطنية التي ترسخت في بلادنا عبر مختلف مراحل الحركة الإصلاحية التونسية و الإقدام على إرساء سلم إجتماعي و المصالحة  الوطنية كالمصالحة مع العمل كقيمة حضارية من أجل إستئناف عملية البناء التي إنطلقت منذ بداية الإستقلال

إن هذا النداء يلقي مسؤولية على الجميع من مختلف الأجيال لأنه بدون مصالحة فيما بيننا و بدون إعتدال و تدعيم لمؤسسات الدولة ، و معاضدة  قوات الأمن الداخلي و الجيش الوطني ، فإنه لا يمكننا مطلقا إعادة الإستثمار لنسقه العادي و إستئناف عملية البناء .

فليضع كل مواطن منا مصلحة الوطن فوق كل إعتبار

و العزة لتونس و شعبها الأبي .

 

عادل كعنيش رئيس الودادية

 

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.