اللغة العربية في النظام التعليمي الفرنسي بداية من العام المقبل

0

المنبر التونسي (اللغة العربية في النظام التعليمي) – الفرنسي أكدت وزيرة التربية والتعليم العالي في فرنسا نجاة بلقاسم، الثلاثاء، إدراج اللغة العربية في المناهج التعليمية بالمدارس الفرنسية منذ المرحلة الابتدائية.

ابتداءً من العام الدراسي المقبل 2017 سيتمكن آلاف التلاميذ الفرنسيين من اختيار اللغة العربية كلغة أجنبية بعدما قررت وزارة التربية والتعليم إدراج لغة الضاد بشكل رسمي في المناهج التعليمية، ويعتبر ذلك أول مرة في تاريخ فرنسا.

وقالت وزيرة التعليم الفرنسية ذات الأصول المغربية نجاة فالو بلقاسم، إن تعليم اللغة العربية من الآن فصاعداً سيتم إدماجه داخل المنظومة التربوية والتعليمية الفرنسية.

- France-enseignement-de-la-langue-arabe-à-parir-de-la-saison-scolaire-2016-2017-bالوزيرة أشارت إلى أنّه سيتمّ تقييم عمل المدرسين كباقي الأساتذة للغات الأخرى، وسيحضرون دورات تدريبية وفق برنامج بيداغوجي محدد يسهر على تجهيزه مشرفون متخصّصون.

وقال مدير المرصد الأوروبي لتعليم اللغة العربية في باريس الدكتور بشير العبيدي إن “الخطوة إيجابية جداً وتنم عن استعدادٍ رسمي لإعطاء اللغة العربية مكانتها في فرنسا بعد تهميشٍ طالها سنين عديدة”.

كما أوضح الدكتور العبيدي أن المرصد الذي يرأسه بصدد إعداد ملفٍ متكامل لعرضه على الوزيرة بلقاسم من أجل اقتراح جملة من الأفكار أهمّها تأهيل وتدريب المعلمين، خصوصاً أنّ المرصد الأوروبي لتعليم اللغة العربية له باعٌ طويل في هذا المجال وقام بتدريب ما يزيد عن ستة آلاف معلم ومعلمة في فرنسا وأوروبا.

تصاعد الطلب تعلّم اللغة العربية

الخطوة الفرنسية تأتي أيضاً استجابةً للطلب المتصاعد كل سنة على تعلّم اللغة العربية من قبل أبناء الجاليات العربية وكذلك من الفرنسيين.

ففي تقريرٍ صادر عن المعهد الفرنسي للاندماج لسنة 2015، أقبل نحو 57 ألف تلميذ على تعلم اللغة العربية على يد 680 معلماً من الجزائر والمغرب وتونس في إطار برنامج تعلم لغات البلد الأصلي لسنة 2012.

وأكد التقرير أن عدد التلاميذ ارتفع من 24 ألفاً إلى 37 ألفاً في ما يخص التلاميذ من أصل مغربي أما بالنسبة للتلاميذ من أصل جزائري فارتفعت نسبة الإقبال من 10 آلاف تلميذ سنة 2007 إلى 19 ألفاً سنة 2012. وتبقى هذه الأرقام هزيلةً مقارنة بالأرقام الكبيرة للتلاميذ الذين يتوافدون بكثرة على تعلم لغة الضاد في مراكز تعليمية تابعة للمساجد والجمعيات غير الحكومية وغالباً ما تكون مجانية إضافة إلى المؤسسات التعليمية الإسلامية الخاصة التي تركز على تدريس اللغة العربية وتعليم الدين الإسلامي.

وبهذا الصدد قال الدكتور العبيدي إن هذه الخطوة ستخفّف العبء عن كاهل الجمعيات التي لم تعد قادرةً على استيعاب العدد الهائل من الطلبات لتعلّم اللغة العربية نظراً لإمكانياتها المحدودة، وأضاف أن فرص تنويع تعلّم اللغة ستحدث حركية جديدة وتأثيراً متبادلاً.

أحزاب اليمين تعترض

الخطوة لم ترق لليمين الفرنسي فقد هاجمت النائبة البرلمانية آني جون فار عن حزب الجمهوريين الوزيرة نجاة فالو بلقاسم معتبرةً تدريس اللغة العربية تعزيزاً للطائفية في البلاد وتقويضاً للترابط الاجتماعي واللحمة الوطنية. وأضافت أن إدراج اللغة العربية يتمّ على حساب اللغة الأم أي اللغة الفرنسية وعلى حساب لغاتٍ أوروبية أخرى كالألمانية.

وردّت الوزيرة نجاة بلقاسم بلهجةٍ حادة على اتهامات النائبة البرلمانية واعتبرت الأمر محض اتهامات وافتراءات لا أساس لها من الصحة واعتبرت تصريحاتها شعبوية وإيديولوجية بل وصفتها صراحةً بأنها عنصرية تنمُّ عن جهلٍ كبير بأهمية اللغة العربية في العالم. ودعت الوزيرة إلى تعليم التلاميذ الفرنسيين الانفتاح على العالم وعلى اللغات الأخرى.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.