المنبر التونسي (آخـر واحـد فينـا) – لا يزال شبابنا التونسي يفاجئنا في جميع المجالات. و على غرار كبرى شركات الإنتاج، تقوم أربع شركات إنتاج شابة (إكزيت للإنتاج و إنسايد للإنتاج و ستوديوهات مادبوكس و آس في بي) بالعمل معا لإنتاج شريط سينمائي روائي طويل (94 دقيقة) بعنوان: آخـر واحـد فينــا الذي أخرجـه علاء الديـن سليـم، سينمائي مستقل يمزج بين الأعمـال الروائية و الوثائقية و الفيديو الفني كما أنتج و اخرج عديد الافلام و من ضمنهـا ” الخريـف” الذي جلب اهتمام عديد المهرجـانـات السينمائية الدولية إلى جانب شريط “بـابـل” في سنة 2012 و الذي حاز على الجائزة الكبرى “فيد” بمهرجان مرسيليا 2012.
يبرز فنان الشارع جوهر السوداني الشهير و المعروف بكنية “فـاجـو” في فيلم آخر واحد فينا بتقمّصـه الرائع لدور الشخصية الرئيسية “نون” بمساعدة الممثل فتحي العكّــاري (ممثل و مخرج مسرحي و أستـاذ جـامعـي).
يفاجئنـا جوهر السوداني و يحرّك مشاعرنـا عندما تعمّ الكآبة و الأمل ذاك الشاب المسـافـر من أحد بلدان جنوب الصحــراء الذي يحاول عبور المتوسّط بصفة سرّيـة نحـو مكـان مجهــول و أفضـل.
العبــور محاولة يـائسـة حيث يجنح القارب في عرض البحـر وهو مـا يحوّل السفـرة إلى اكتشاف غير منتظـر لأراض مجهـولـة حيث تـواجـه الشخصية صورة مغـايرة لنفسـه و تعتــرضـه فـي رحلتـه لقـاءات فـريـدة، أيضـا…
قـام المنتجـون الشبّـان بإنتاج الشريط بموارد ذاتية دون أن يحصلون على أي منحـة من وزارة الثقـافـة و بفريق إنتـاج محدود العدد من متطوّعيـن و عشّـاق السينمـا و خلقـوا آلية جديدة للإنتــاج من شـأنهـا أن تبعث حركية أخرى و تحرّك السينمـا التونسية بشكل مختلف خـاصة و أن هؤلاء الشباب كسبوا الرهان بنجـاح و تحصّلـوا على اعتراف نظرائهم.
تحصّل علاء الدين سليم (إكزيت برود) و شوقي كنيس (ستوديو ماد بوكس) على جـائزة “فيديو الجيب” في حفل توزيع جوائز “فيدلاب” للمهرجـان السينمائي الدولي بمرسيليـا.
تم انتقاء فيلم آخر واحد فينا في المسابقة الرسمية لأسبوع النقّـاد بالبندقية في إطار الدورة 73 لمهرجـان البندقية السينمائي لسنة 2016 التي ستنعقد من يوم 31 أوت إلى غـايـة يوم 10 سبتمبر 2016 بإيطـاليـا. و سيتنافس الشريط مع ستة أشرطـة طـويـلـة أخـرى.
كمـا سيبرمج شريـط “آخـر واحـد فينـا” في إطـار المهرجـان الدولي للسينمـا بروتردام بهولندة و الذي سينعقد من يوم 25 جانفي إلى غـاية يوم 5 فيفـري 2017.
يعتبر هذا اعتراف ثلاثي لدور الإنتاج الأربعة و للمنتجين و الفرق الفنية المساهمة في هذا العمل السينمائي و الذين أسهموا جميعـا في إنتاج الفيلم مبرهنين هكذا على أنه بالإمكان أن ننجح دون اللجـوء إلى التمويل الكلاسيكي و الذي يخضع إلى الموافقة العشوائية و المعقّدة للمنح العمومية و التي تعمل على كبح الجمـاح و خنق الإبداع الفنّي.
كما تحصل فيلم آخر واحد فينا على دعم مالي من عـديـد صنـاديق المساعدة على ما بعد الإنتاج على غـرار: صندوق هوبرت بالس و معهـد الدوحـة للسينمـا و أفاق و سنــد.
توجد صفحـة على الفايسبـوك لتمكين الجميع من متابعة أخبـار هذا الفريق التونسي الشاب الشجـاع و الشغــوف.
