المنبر التونسي (راغب علامة) – اهتزت مدارج المسرح الأثري بقرطاج بأهازيج الفرح وهتافات الجماهير الغفيرة التي توافدت على المكان من مختلف الولايات لحضور الحفل الحدث للفنان اللبناني راغب علامة.
سهرة تواصلت أكثر من ساعة ونصف لم يتوقف فيها الغناء المشترك بين راغب علامة و جمهوره الذي غنى ما طاب له من اغان عرفها و حفظها عن فنانه اللبناني. فقد تهاتفت الحناجر منادية “بحبك كثير، موش بالكلام، انت جنية، قلبي عاشقها و العيون، حبيب قلبي، يا غالي، يا ريت، طب ليه، يا بنت السلطان، أنا ما بهزرش” ليودعهم النجم علامة مغنيا “سهروني عنيك”.
كما هو معلوم، فإن راغب علامة متقن لفن التواصل الركحي مع جمهوره الذي يشده إليه بالاختيار المدروس للأغاني والمراوحة بين كلّ محطاته الناجحة و ايضا رقصاته على الركح و التركيز الظرفي على زاوية دون اخرى مقاسما فيها المعجبين تفاعلهم فيكون بذلك مستفزا لجمهور الزاوية الاخرى المتفاعل بدوره. جمهور يسحب اليه راغب في حركة ناعمة، راقصة، حالمة، حاملة لأحاسيس مرهفة و عاشقة لركح قرطاج.
ولتوضيح سر هذا النجاح وغيره، كان لراغب علامة موعدا إعلاميا مع صحفيين محليين و دوليين خلال ندوة صحفية أعطى فيها مساحة واسعة للتواصل والحرية في طرح السؤال.
رد علامة نجاحه الى عدم الاعتراض على التطور في الحياة لأنه مقرا به متماهيا معه رغم حبه و تعلقه بالماضي، رضى الوالدين كان داعما هو الاخر لنجاحه حسب ما افاد به راغب علامة وهو ما أدى إلى رضى الله ليعطيه ثروة حقيقة اسمها حب الجمهور.
خمس وثلاثون سنة قضاها راغب علامة في مسيرته الفنية كان سلاحها الشغف و البحث عن الافكار حتى لا يخيب امل جمهوره الذي لم يخيب امله يوما قال راغب.
وأفاد علامة خلال الندوة الصحفية، أن هذا العرض الفني دون القيمة المالية لأن المال لا يعنيه شيئا أمام جمهور مسرح قرطاج، فلهذا الفضاء قيمة معنوية يصعب وصفها يتزاوج فيها العشق بالغرام للفضاء و الجمهور الذي يقاسمه الغناء ليبلغ علامة درجة الرضى على الأداء بل يصفه بالعرض الرائع متمنيا لو كان الحفل متواصلا لزمن اكبر.
و في الختام وعد راغب علامة جمهوره بمجموعة غنائية جديدة ستصدر قريبا يضيفها الى مسيرته الفنية ليزداد تنوعها.
تنوعا يليق بتماهي راغب علامة مع التقدم التقني واعترافه بضرورته في تقديم أعماله.
هكذا كانت الليلة الفاصلة بين 19 و20 جويلية 2017 بالمسرح الأثري بقرطاج.
