كلمة سفير الهند بتونس، براشانت بيزي بمناسبة الذكرى 72 لاستقلال الهند

0

 المنبر التونسي – تحتفل الهند يوم 15 أوت بعيد استقلالها وفيما يلي كلمة السيد سفير الهند بتونس، براشانت بيزي:

“بمناسبة عيد استقلال الهند في 15 أوت، أود أن أعبر عن تهاني 1.25 مليار شخص من الهند إلى الشعب التونسي الشقيق. إنه لمن دواعي السرور أن أكون في أرض الديمقراطية الناشئة تونس كممثل لأكبر ديمقراطية في العالم و أبعث بتحيات الصداقة الهندية إلى تونس. أغتنم هذه الفرصة لأهنئ الشعب التونسي وحكومة تونس على التحول الناجح لتونس إلى ديمقراطية حيوية متعددة الأحزاب مع أمنياتي الطيبة لنجاحها المستمر.

          إن الهند هي أرض الحضارة القديمة متعددة اللغات والأديان و الأكلات والتقاليد. يمثل التنوع قوتنا و تراثنا الثقافي الغني بوصلتنا.

          لقد قمنا بإعادة تنشيط روابط الصداقة التاريخية مع الشركاء التقليديين للعالم العربي وإفريقيا. و تبقى تونس شريكنا القوي و صديقنا الموثوق. و قد حافظت الهند تقليدياً على علاقة ودية مع تونس منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في 1958. و نحتفل هذا العام بالذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية من خلال تنظيم مهرجان الهند في تونس. كما يزور العديد من الفرق الثقافية الهندية كامل مناطق تونس. كما تم تنظيم مهرجان المأكولات الهندية لتقديم المطبخ الهندي في تونس. فضلا على ذلك ستكون الهند دولة شريكة في أيام قرطاج السينمائية في نوفمبر 2018.

          ويشهد العام 2018 الكثير من المبادرات و الزيارات بين بلدينا. اذ قدمت الهند العديد من مشاريع التنمية والمساعدات في إطار شراكة الهند وأفريقيا. و على سبيل المثال سيتم إنشاء مختبر فلاحي من قبل الهند بالتعاون مع وزارة الفلاحة والصيد البحري بتونس. كما اقترح إنشاء مركز للتميز من الجيل الجديد في تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الرقمية في ‘تكنوبول الغزالة’ بمساعدة هندية. وقد أجرى الخبراء الهنود دراسة جدوى لإنشاء أكاديمية للطيران المدني في تونس بالتعاون مع وزارة النقل التونسية. كما سيمكن لأكثر من 150 مسؤول في القطاع العام والخاص التونسي المشاركة في دورات تدريبية في الهند كل عام من أجل تعزيز مهاراتهم في مجالات متنوعة مثل الخدمات البنكية و تكنولوجيا المعلومات والاتصال والنقل والبنية التحتية البحرية والفلاحة والعلوم والتكنولوجيا والطاقة المتجددة وريادة الأعمال والصحة والطب والتكنولوجيا الحيوية  وما إلى ذلك.

          وتشمل شراكتنا من اجل التنمية مع أفريقيا حالياً تنفيذ 180 خط ائتمان بقيمة حوالي 11 مليار دولار أمريكي في أكثر من 40 دولة أفريقية. وفي آ قمة منتدى الهند-أفريقيا  الاخيرةفي الهند ، قمنا بتخصيص خط ائتمان بقيمة 10 مليارات دولار و 600 مليون دولار كمساعدة مالية. ويتم تكوين أكثر من 8000 شاب أفريقي في عدة دورات مختلفة. وقد استثمرت الشركات الهندية أكثر من 54 مليار دولار في أفريقيا. و تبلغ قيمة تجارتنا مع أفريقيا الآن أكثر من 62 مليار دولار.أما صادرات أفريقيا إلى الهند فهي في نمو متصاعد. وتعتبر علاقاتنا الاقتصادية الآن مدفوعة بشكل متزايد بشراكات جديدة للابتكار في الاقتصاد الرقمي. أما بخصوص علاقتنا مع دول الساحل، فنسعى الى تسخير فوائد الاقتصاد الأزرق بطريقة مستدامة. أما في الأدوية فتقدم الهند العديد منها لمكافحة أمراض لطالما كانت تشكل تهديداً لمستقبل أفريقيا فضلا على أنها تعتبر متاحة وسهلة المنال للكثيرين. أما تونس فهي تستفيد من جميع هذه المشاريع و البرامج التي تنفذها الهند في أفريقيا.

          وكما أشار رئيس الوزراء الهندي، فإن التزام الهند بأفريقيا سيظل مرتبطا بعشرة مباد ألا وهي:

          أولا، ستكون أفريقيا في قمة أولوياتنا اذ سنواصل تكثيف وتعميق مشاركتنا مع أفريقيا وسيكون ذلك بشكل منتظم.

          ثانياً، شراكتنا من اجل التنمية ستكون مرتبطة بأولوياتكم وبشروط مناسبة لكم مما سيمكنكم من ابراز قدراتكم والحول دون تقييد مستقبلكم. و اننا نعتمد على المواهب والمهارات الأفريقية وسنبني أكبر قدر ممكن من القدرات ونخلق أكبر عدد ممكن من الفرص محليا.

          ثالثًا، سنبقي أسواقنا مفتوحة ونجعل من الأسهل والأكثر انسيابية التعامل التجاري مع الهند حيث سندعم صناعتنا للاستثمار في أفريقيا.

          رابعاً، سوف نسخر تجربة الهند في الثورة الرقمية لدعم التنمية في أفريقيا وتحسين الخدمات العامة وجعل التعليم والصحة متاحا للجميع ونشر المعرفة الرقمية وتوسيع الشمول المالي وإدماج المهمشين.

          هذه لن تكون مجرد شراكة للنهوض بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة فقط، ولكن أيضًا فرصة لشباب إفريقيا للاندماج في العصر الرقمي.

          خامسا، أفريقيا لديها 60 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، ولكنها تساهم ب 10 في المائة فقط من الناتج العالمي ولهذا سنعمل معكم لتحسين الزراعة في أفريقيا.

          سادسا، سوف تعالج شراكتنا تحديات تغير المناخ. وسنعمل مع أفريقيا لضمان نظام مناخي دولي عادل  للحفاظ على التنوع البيولوجي لدينا  واعتماد مصادر طاقة نظيفة وفعالة.

          سابعا، سوف نعزز تعاوننا وقدراتنا في مكافحة الإرهاب والتطرف والحفاظ على الأمن والسلامة المعلوماتية ودعم الأمم المتحدة في تقدم السلام وحفظه.

          ثمانيا، سنعمل مع الدول الأفريقية للحفاظ على محيطات مفتوحة ومتاحة لجميع الدول. إذ إن العالم بحاجة إلى التعاون وليس المنافسة في السواحل الشرقية لأفريقيا وشرق المحيط الهندي. ولهذا فإن رؤية الهند لأمن المحيط الهندي تعاونية وشاملة و متجذرة في ضمان الأمن والنمو للجميع في المنطقة.

          تاسعا، وهي نقطة مهمة بشكل خاص بالنسبة لي، مع تزايد الارتباط العالمي مع أفريقيا، يجب علينا جميعاً أن نعمل معاً لضمان ألا تتحول أفريقيا مرة أخرى إلى مسرح للمنافسة والحسابات بل  لتصبح حاضنة لتطلعات شباب أفريقيا.

          عاشرا، تماماً كما خاضت الهند وأفريقيا الحكم الاستعماري معا، سنعمل معاً من أجل نظام عالمي عادل تمثيلي ديمقراطي يتمتع بصوت ودور لثلث البشرية التي تعيش في أفريقيا والهند. إن بحث الهند عن الإصلاحات في المؤسسات العالمية غير مكتمل دون مكان متساوٍ لأفريقيا. اذ سيكون ذلك مبدأ أساسيًا لسياستنا الخارجية.

          إنه لمن دواعي السرور أن نرى رجال الأعمال في بلدينا مهتمين بشكل كبير بإقامة شراكات تجارية مع بعضهم البعض. ويعتبر الفسفاط أساس التعاون بين بلدينا إذ يمثل  المشروع المشترك التونسي الهندي للاسمدة ‘TIFERT’ رمزا للصداقة و الشراكة التجارية الوثيقة.

          كما تمثل تعاملاتنا التجارية في مجال السيارات وجها آخر من الشراكة التجارية المربحة للجانبين. إننا نأمل أن يتضاعف عدد سيارات MAHINDRA وTATA الهندية في تونس في المستقبل القريب.             وقد أطلقت شركة MAHINDRA مؤخرًا سيارات رياضية جديدة التي من المؤكد أنها ستصبح شعبية في تونس.

          وتعتبر الهند حاليا الاقتصاد الأسرع نمواً في العالم بمعدل نمو يزيد عن 7 ٪ مما يوفر الكثير من الفرص التجارية للشركات التونسية.

          إن الهند تعرض تقاسم خبراتها في مشاريع بناء القدرات و تدعم روح المبادرة كمثال آخر على المساهمة في النمو الاقتصادي والصناعي للبلد الصديق تونس.

          إن العلاقات التاريخية والروابط الثقافية والمصالح المشتركة هي ما تميز علاقاتنا بتونس.إني أرى مستقبلاً مزدهرًا و هادئًا بينما تتعمق تفاعلاتنا الثنائية. سيصبح لنا عهد جديد من السلام والازدهار لدولتينا والمنطقة بأكملها. و أغتنم هذه الفرصة مرة أخرى لأشكر أصدقائي التونسيين على تعاونهم وشراكتهم”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.