تونس تحيي اليوم الذكرى الثامنة للثورة..نفس الشعارات والمطالب ..صراعات سياسية وأزمة خانقة

0

المنبر التونسي  ( الذكرى الثامنة للثورة) – تحيي تونس اليوم الأحد 14 جانفي 2019، الذكرى الثامنة لإندلاع الثورة وخروج الشعب التونسي إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط النظام.

وأسفرت الاحتجاجات عن الإطاحة بنظام بن علي، أملا في تغيير وضع اجتماعي وسياسي واقتصادي وتحقيق الحرية والكرامة والقطع مع سياسة الاستبداد والفساد..

ورفعت منذ 8 سنوات العديد من الشعارات المطالبة بالتشغيل والتنمية والقطع مع الاقصاء والتهميش خاصة للمناطق الداخلية التي تعيش على وقع الفقر والبطالة والعزلة والتهميش، تتالت المطالب منذ الثورة ولم تتحقق أغلبها إلى اليوم.

وتأتي الذكرى الثامنة للثورة اليوم على وقع أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، وتهديد  باضراب عام أعلن عنه الاتحاد العام التونسي للشغل.

واليوم، يعيش الشعب التونسي حالة من الغليان والغضب لعدم تحقيق مطالب الثورة التي استشهد لأجلها الكثير ومازالت مطالب الثورة معلقة والتونسيون ينتظرون التنمية والتشغيل وسط صراعات سياسية وأزمة اقتصادية واجتماعية خانقة وغلاء المعيشة واستفحال الفساد وتعطل المشاريع التنموية وارتفاع نسبة البطالة. …وما يحسب فقط لأهداف الثورة التي تحققت هي حرية التعبير والصحافة..

تونس اليوم بين صدمة الشعب والأمل الضائع

في الذكرى الثامنة للثورة اعتبر الناطق باسم الاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري انه “لم يتغير أي شيء، و أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي تأزم أكثر وفق قوله، إلى جانب الاقصاء والتهميش الذي لم ينته وارتفاع الفساد على جميع المستويات أكثر من 30 بالمائة.
وأضاف أن الطبقة السياسية غير قادرة وان المنظومة الحاكمة تريد أن تعيدنا للمنظومة القديمة وان تونس في فترة ضبابية وان 2018 أسوأ سنة وهناك تخوف كبير على مستقبل تونس.

ومت جهته قال الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي أن تونس تحيي الذكرى الثامنة لاندلاع الثورة بنفس المطالب والشعارات، وانه رغم كل المصاعب أفضل من “غير بن علي أفضل من دون الطرابلسية والتجمع أفضل من دون رئيس مدى الحياة أفضل في حرية الإعلام والتعددية الحزبية..”.
وأكد أن الأمل لا يزال قائما.

تذكير بأحداث الثورة…

اندلعت أحداث الثورة في 17 ديسمبر 2010 تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في نفس اليوم تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها من قبل الشرطية فادية حمدي، مما أدى إلى اندلاع شرارة المظاهرات في يوم 18 ديسمبر 2010 وخروج آلاف التونسيين الرافضين لما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم.

واشتدت المواجهات بين الشبان في سيدي بوزيد وولاية القصرين مع قوات الأمن لتنتقل الاحتجاجات الى بقية الولايات.. اسفرت عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع الأمن.

وأجبر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي على إقالة عدد من الوزراء بينهم وزير الداخلية وتقديم وعود لمعالجة المشاكل التي نادى بحلها المتظاهرون، كما أعلن عزمه على عدم الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2014، لكن الاحتجاجات توسعت وازدادت شدتها حتى وصلت إلى المباني الحكومية مما أجبر الرئيس بن علي على التنحي عن السلطة ومغادرة البلاد بشكل مفاجئ يوم الجمعة 14 جانفي 2011.

ومساء يوم 14 جانفي 2011، أعلن الوزير الأول محمد الغنوشي عن توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة وذلك بسبب تعثر أداء الرئيس لمهامه وذلك حسب الفصل 56 من الدستور، مع إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول. لكن المجلس الدستوري قرر بعد ذلك بيوم اللجوء للفصل 57 من الدستور وإعلان شغور منصب الرئيس، وبناءً على ذلك أعلن في يوم السبت 15 جانفي2011 عن تولي رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت.

وتعيش اليوم تونس بعد مرور 8 سنوات أزمة سياسية انطلقت بطلاق النهضة والنداء والمطالبة بإسقاط حكومة الشاهد المدعوم من حركة النهضة، تم على اثرها إجراء تحوير وزاري..صراعات سياسية متواصلة وأزمة اجتماعية وعلى أبواب إضراب عام والمواطن التونسي ينتظر أملا قد يتحقق.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.