ببادرة من مؤسسة المرحوم الهادي بوشماوي الخيرية: “ندوة مهن المستقبل” بقابس ترسم معالم جسر الهوة بين التعليم وسوق الشغل

0

المنبر التونسي (ندوة مهن المستقبل) – عقدت يوم السبت 27 أفريل الجاري ندوة بعنوان “مهن المستقبل” نظمتها مؤسسة هادي بوشماوي الخيرية بالتعاون مع وزارة التعليم والمندوبية الجهوية للتربية بقابس.

هذه الندوة شهدت عديد المداخلات المهمة حيث أكد السيد فاخر الزعايبي، المدير العام للمرصد للتشغيل والمهارات بتونس على أن أكثر المهارات التي ستكون مطلوبة من طرف عدد كبير من الشركات في المستقبل هي القدرة على استخدام وإدارة المعلومات  والاستقلالية والمرونة والقدرة على التكيف في مواقع العمل، والقدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات بصفة حينية ومستقلة بالإضافة إلى بعض المهارات والقدرات المهنية والفنية التي لا بدّ منها. كما استعرض مجالات العمل التي ستتطلبها سوق الشغل في المستقبل والتي نذكر منها متخصصي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ومتخصصي  تحليل البيانات والتحولات الرقمية، والخبرة في التقنيات الجديدة وتقنيات تطوير الروبوتات…وأكد الزعايبي أن السنوات القادمة  ستشهد اشكالا رئيسيا يتمثل في عدم التوافق بين العرض والطلب على المؤهلات والذي سيزداد حدة بالرغم من ارتفاع معدل النموالاقتصادي اذا لم يقع العمل على مطابقة النموذج الاقتصادي مع نموذج تنمية الموارد البشرية. ومن هنا لا بد من التفكير في تعزيز المهن الصغرى من خلال اتفاق بين المهنيين والهياكل المشرفة على آليات التدريب والتعليم. ذلك ان جل المهن ستشهد تطورا يُفضي الى زوال عدد منها وبروز مهن جديدة غير موجودة في الوقت الراهن. لذلك يجب أن يكون نظام التعليم والتكوين لدينا قادرا على مسايرة هذا التطور ومستعدا للاستجابة لمتطلبات هذه المهن الجديدة. كما بين أن نظام التكوين  مطالب بان  يُعطي قيمة أكبر للمهارات السلوكية   (soft skills)للشخص وطريقة ادائه  الشيء الذي لا يزال مفقودا الى حدّ ما في برامجنا التعليمية . أما بالنسبة للأستاذ الناصر عمار  وهورئيس مؤسسة تعليم عال خاصة  فإن مفتاح الوظائف المستقبلية يعتمد على الإصلاح الشامل للنظام التعليمي. اذ اصبح من الضروري، مراجعة النموذج التربوي الحالي بصفة جذرية وجعله يُساير التحولات في كل المجالات من أجل أن يكون قادرًا على بناء مدرسة الغد. ومن النقاط التي وجبت مراجعتها : الطرق والمناهج التربوية ووظيفة ودور المُربِّي  في ضوء المقاربات البيداغوجية الجديدة ونظام التقييم للمُتعلّمين، وكذلك العلاقة بالفضاء والتوقيت المدرسي والذي يخص المربين والتلاميذ والطلبة. أما بالنسبة إلى فلورنس روبين، رئيس أكاديمية نانسي ميتز الفرنسية، فإن تطوير تقنيات جديدة وعولمة تبادل المعلومات يفضيان إلى ظهور مهن جديدة، لا سيما في قطاع الانترنات. ولكن هذه العوامل لها أيضًا تأثير على المهن التي تشهد تطورا متسارعا يقتضي التكيف مع بيئة دائمة التغيير. لذا وجب تطوير المهارات لتسايرمتطلبات المهن الجديدة . وحسب السيدة  فلورنس روبين  فان مهنا مثل “التجارة الإلكترونية” و”التسويق الإلكتروني” ستكون مصدرًا حقيقيًا لفرص التشغيل في المستقبل. وسوف تؤثر التقنيات الحديثة أيضًا على القطاع المالي والذي سيتطور بصفة فعلية وسيفتح آفاقا جديدة. كما ان الانتشار الواسع للإنترنات والشبكات الاجتماعية يثير قضايا السيطرة على الثغرات وكل ما يهم الأمن الالكتروني. كما ان هناك عدد من القطاعات لا زالت واعدة لتوفير فرص العمل في السنوات القادمة شرط أن تتطور. ومن بين المؤشرات التي يجب اخذها بعين الاعتبار هناك مؤشرات اجتماعية  خاصة في المجتمعان الغربية وحتى في بعض الدول النامية ومنها بروز مهن جديدة مرتبطة بالشيخوخة والتي تتطلب إلى زيادة الاحتياجات من حيث الرعاية والدعم خاصة في المنزل.

اما بالنسبة الى  السيد صلاح الكعلي، المدير العام لصندوق البحث التونسي الأمريكي، فان المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم والمؤسسات الصغيرة جدًا  لديها القدرة على التكاثر والنموأكثر من الشركات الكبيرة. لذلك أصبح من الضروري تهيئة بيئة تشجع نموهذا النمط من المشاريع والشركات واتخاذ تدابير تدعمها بصفة فعلية لأنها حل حقيقي لسوق الشغل  ومواجهة البطالة في تونس خاصة بالنسبة لحاملي الشهادات العليا.

أما بالنسبة للسيدة لينا ميليلو، نائبة المندوب الإقليمي للمكتب الوطني للمعلومات حول التعليم والمهن في منطقة نانسي ماتز بفرنسا، فانها ترى أن الثورة الرقمية باتت تِثر على كل المهن.  وأصبحت هناك حاجة إلى تكوين الشخاص  بمؤهلات عالية لا تقتصر على التخصص في ميدان واحد بل في عدة ميادين في آن واحد.

أما في ما يتعلق بقطاعات العمل ذات التشغيلية العالية في جنوب تونس، فان الأستاذ عبد الرزاق الجدي، الرئيس المدير العام للقطب التكنولوجي بقابس، يرى ان القطاعات المستقبلية التي وجب تهيئة الناشئة لها تتمثل في الميادين الفلاحية الحديثة  مثل الفلاحة “الجيوحرارية” والفلاحة البيولوجية، وكذلك ميدان الكيمياء الدقيقة (مثل المستحضرات الصيدلانية ومستحضرات التجميل)،  وكل ما يتصل بالطاقة الشمسية والتكنولوجيا الحيوية .

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.