كتبته الصحافة العربية: كلمة الرئيس التونسي قيس سعيد بين “بلاغة اللغة” و”غياب الحلول”

0

المنبر التونسي (قيس سعيد ) – اهتمت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية بالخطاب الذي ألقاه الرئيس التونسي الجديد قيس سعيد عقب أدائه اليمين الدستورية وتسلمه مقاليد الحكم في البرلمان.

وعلق محمد أحمد القابسي في العربي الجديد اللندنية على المصاعب التي قد يواجهها قيس سعيد وبخاصة في ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية التونسية، حيث يقول إن الرئيس سيجد “نفسه بلا كتلة برلمانية تدعمه، ولا حزب يقف وراءه، علاوة على أنه لم يقدّم برنامجاً عملياً يخوض به غمار السلطة، ويمكّنه من إطلاق مبادراتٍ واقعيةٍ تساهم في تغيير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، ما جعل محللين ومتابعين يجمعون على أن ناخبيه، وهم قرابة ثلاثة ملايين، انتخبوا فكرة نبيلة، أو حلماً طوباوياً، ولم ينتخبوا شخصيةً يمكن أن تمارس الحكم حسب برنامج واضح المعالم قد يأخذ طريقه إلى الواقع. ولعل إيغال الرئيس الجديد في سياسة الصمت، وعدم الإفصاح عن رؤاه بوضوح، جعلت كثيرين يتوجهون إليه بتلك المقولة الشهيرة لسقراط ‘تكلم حتى أراك’.”

وتحت عنوان “تونس نحو دستور جديد يتفق ورؤئ الرئيس الجديد”، كتب محمد علي السقاف في الشرق الأوسط اللندنية مقالاً يتناول فيه تصريحات قيس سعيد حول تغيير النظام الانتخابي القائم في البلاد، حيث يقول: “إذا كان الرئيس قيس سعيد انتقد نظام الانتخاب النسبي، فالسؤال المطروح هل سيكتفي بتغيير النظام الانتخابي عبر آلية القانون فقط؟ أم من الأفضل أيضاً تثبيت نوع النظام الانتخابي الذي سيختاره بنص الدستور مما يتطلب إجراء تعديل دستوري، وهل سيكون مجرد تعديل دستوري أم صياغة دستور جديد؟”

ويضيف الكاتب: “صحيح أن السيد سعيد كمستقل لا يمكنه الاعتماد على أغلبية حزبية، وكما قال إن كتلته هم الشعب وهم الملايين الثلاث الذين انتخبوه وغالبيتهم من الشباب، وهؤلاء هم من سيعتمد عليهم ويدخل تونس في عصر جديد”.

كما كتب الحبيب الأسود في العرب اللندنية مقالاً بعنوان “قيس سعيّد: بلاغة اللغة والعاطفة في مواجهة تحديات كبرى”، يقول فيه: “جمع الرئيس التونسي الجديد قيس سعيّد في كلمته أمام برلمان بلاده أمس بين بلاغة اللغة وبلاغة العواطف. كان النص مترف الإيقاع بما يتجاوب مع لكنة صاحبه وجهورية صوته، وكانت العواطف مسيطرة على المضمون، بشكل جعل الكلمة أقرب ما تكون إلى بيان زعيم شعبي أثناء تسلّمه الحكم بعد ثورة قطعت مع ما سبقها”.

ويضيف الأسود: “يبدو واضحا أن الرئيس هو من كتب كلمته بنفسه، وكان صارماً في اختيار مفرداته الأولى التي واجه بها الداخل والخارج بعد أدائه القسم، فهو يدرك أن كل كلمة لها أهميتها القصوى في مثل هذه الظروف وفق معايير فهمها لدى الأطراف المتلقية”.

ويختتم الكاتب بالقول إن “كلمة سعيّد كانت بليغة اللغة والعواطف، لكنها لم تطرح أية حلول، ولم تصرح بكيفية مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها البلاد، يمكن تفهم ذلك باعتبارها صادرة عن رجل يطرق لأول مرة أبواب الشأن العام والعمل السياسي والوظيفة على مستوى إدارة الدولة، ولكن الأيام القادمة ستكون كفيلة بفهم ما سيتم الاعتماد عليه في ترجمة طوباوية الرئيس الجديد إلى فعل حقيقي على أرض الواقع بتشعباته المختلفة”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.