شبيهة بحادثة تيتانيك: ليلة رعب على متن الباخرة التونسية تانيت..المياه تتدفق والأمتعة تتطاير

0

المنبر التونسي(باخرة تانيت) – تأخّرت رحلة الباخرة تانيت في الوصول إلى ميناء حلق الوادي بسبب سوء الأحوال الجوية وشدة هيجان البحر.
وقد غادرت الباخرة ميناء جنوة مساء يوم السبت 21 ديسمبر 2019، وكان من المفترض أن تصل ميناء حلق وادي على الساعة الرابعة بعد الزوال، إلا أن طاقمها أضطر إلى تحويل مسار الرحلة والتوقف في إنتظار هدوء مؤقت للرياح في عرض البحر، وكان من المفترض أن تصل حوالي الساعة العاشرة من اللليلة الأحد 22 ديسمبر 2019.

وفي ما يلي شهادة أحد المسافرين:

ما حصل الليلة على ظهر التانيت – و لا زلنا على ظهرها
حيث انطلق الباخرة من جنوة الايطالية و على متنها 3 آلاف مسافر و1200 سيارة الأشخاص رغم التحذيرات من خطورة العواصف وحتى لا تضطر الشركة لدفع مبلغ الارساء في الميناء الايطالي ورغم أن البحر كان هائجا مائجا والبواخر الأخرى تعود أدراجها الى ايطاليا نظرا لخطورة حالة الطقس..
بعض البواخر انطلقت قبلنا بساعات و عاد إلى الميناء بناءا على قرار القبطان نظرا لان البحر كان خطيرا وقتها..
التانيت رغم كل التحذيرات قرر المغامرة ومواصلة طريقه بناء على أوامر من أحد المسؤولين المجرمين بالشركة في تونس لكن البحر كان له رأيا آخر. الباخرة تلاطمتها الأمواج وأمتعة المسافرين تطايرت والأطفال يتباكون و الكثير يتقيؤون والماء تسرب أمام بعض البيوت والمسؤولين لا أحد منهم يحرك ساكنا. لا تطمينات ولا معلومات ولا أخبار و لا اي أدنى اشارة بالاهتمام بفزع الناس ورعبهم..

أكثر من ثلاثين ساعة من الرعب كانت قمتها المناورة البطولية التي قام بها القبطان حوالي الساعة الثالثة و أدار بها الباخرة بشكل سريع و مفاجئ لينقذ آلاف الأرواح من الموت المحقق والوطن المكلوم بفاسديه من كارثة وطنية كبرى…
لا ندري ما حصل لكن فهمنا ان ارواحنا كانت قاب قوسين أو أدنى من غرق تاريخي لانه كان معلوما وتم الذهاب إليه من أجل حفنة من الأموال ستذهب إلى جيوب الفاسدين..لولا لطف من الله..
طوال ثلاثين ساعة لم يتوقف مكبر الصوت عن المناداة لفلان وعلان، أسماء تتكرر لأشخاص يبدو أنهم من العاملين على متن الباخرة لكن لم يتحفنا مكبر الصوت بربع كلمة او بتوجيه او طمأنة أو حتى أخبار عن فتح المطاعم ودعوة للتجمع خارج البيوت لتسهيل الخروج في حالة الغرق …
لا شيى من هذا.. فالإهتمام كان صفرا بالمواطن وكان الاستهتار كاملا بحياته في ظل انعدام الانسانية والضمير مع قلة حياء منقطعة النظير، حتى التعويض عن الطعام المتطاير لبعض النزلاء رفضه عمال مطعم الباخرة علما ان الوجبة الواحدة لشخص واحد سعرها مائة دينار وللإشارة فإن اسعار تذاكر البواخر التونسية هي الأغلى على الإطلاق.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.