من هي الدول المشاركة في مؤتمر برلين حول ليبيا ولماذا تم اقصاء تونس؟

0

المنبر التونسي(تونس،مؤتمر برلين) – يشارك الأحد في مؤتمر السلام الخاص بليبيا الذي تستضيفه برلين طرفا النزاع القائم في هذا البلد، وهما رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وخصمه المشير خليفة حفتر، وتحضر إلى جانبهما عدة منظمات دولية و11 دولة من بينها الجزائر.

ولم تتلق تونس البلد المجاور لليبيا دعوة لحضور هذا المؤتمر. وعبرت تونس الخميس عن “استغرابها الكبير” من عدم دعوتها. فماهي الدول المشاركة ولماذا تم استثناء تونس؟

برعاية من الأمم المتحدة وفي إطار المساعي الدولية للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار ووقف حد للاقتتال الدائر في ليبيا منذ تسعة أشهر بين قوات حفتر المتمركزة في شرق ليبيا وحكومة الوفاق ومقرها طرابلس، ينعقد في برلين الأحد مؤتمر السلام في ليبيا. وأدت المعارك إلى مقتل أكثر من 280 مدنيا وألفي مقاتل ونزوح عشرات آلاف الأشخاص.

وأكد رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج الخميس مشاركته في مؤتمر برلين الدولي الهادف إلى إطلاق عملية سلام في ليبيا، فيما أبدى خصمه المشير خليفة حفتر، الواسع النفوذ في الشرق الاستعداد “من حيث المبدأ” للمشاركة. كما سيكون لأربع منظمات دولية حضور في هذا المؤتمر، وهي الأمم المتحدة وبعثتها إلى ليبيا، الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.

إضافة إلى المنظمات الدولية تحضر المؤتمر مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن: الولايات المتحدة التي لم يؤكد رئيسها دونالد ترامب بعد مشاركته. إضافة لحضور روسيا وتركيا والصين.

أما الدول الأوروبية المشاركة في الاجتماع فهي فرنسا، بريطانيا، ألمانيا باعتبارها الدولة المنظمة، بالإضافة إلى إيطاليا.

ومن الدول المجاورة لليبيا التي ستكون حاضرة الجزائر والتي تمتد حدودها مع ليبيا (نحو 1000 كلم) ، ولم تكن الجزائر مدعوة في بادئ الأمر إلا أن الدعوة وجهت لاحقا إلى رئيسها الجديد عبد المجيد تبون بعد أن أكد أن بلاده ستبقى فاعلة في الأزمة الليبية “شاء من شاء وأبى من أبى”.
أما من بين البلدان العربية فستحضر كل من مصر والإمارات الداعمتان لحفتر.

وعلى المستوى الأفريقي دعيت الكونغو في آخر لحظة، نظرا لأن الاتحاد الأفريقي كلف رئيسها دنيس ساسو نغيسو، قبل ثلاث سنوات، برئاسة لجنة رفيعة تعنى بالأزمة الليبية.

وتسعى برازافيل لاحتضان اجتماع أفريقي في 25 يناير/كانون الثاني الجاري، إذ قام وزير الخارجية بزيارة عدة دول شمال القارة على رأسها الجزائر ومصر وموريتانيا.

وفي خضم هذه التحضيرات تم إقصاء الجارة تونس من هذا المؤتمر ما أثار صدمة لدى الطبقة السياسية التونسية. ويذكر أن تونس تتقاسم حدودا بطول أكثر من 450 كلم مع ليبيا ولها مقعد غير دائم في مجلس الأمن.

وعبرت تونس التي تستعد لتوافد محتمل لمهاجرين من ليبيا في حال تفاقم الأزمة التي تشهدها، عن “استغرابها الكبير” من عدم دعوتها إلى مؤتمر برلين المنتظر الأحد. وفي حوار مع موقع تلفزيون “دويتشيه فيله” الألماني عبّر أحمد شفرة السفير التونسي لدى ألمانيا الخميس عن “استغراب كبير” من “إقصائها” من مؤتمر برلين. وقد أكدت وزارة الخارجية التونسية هذه التصريحات. غير أن الحكومة التونسية لم تتشكل بعد ولم ينل الفريق الوزاري المقترح بهذا الخصوص من قبل الحبيب الجملي ثقة البرلمان نهاية الأسبوع الفائت بعد نحو ثلاثة أشهر من الانتخابات النيابية.

ووفق قراءة المحلل السياسي المختص في الشأن الليبي غازي معلى، فإنه قد تم اختيار الأطراف المشاركة في هذا المؤتمر بناء على شعار المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إذ يعتبر سلامة أن “من ليس له موقف ليس له مكانة،… وهو مبدأ أقنع به الأطراف الدولية”.

ويشير معلى بذلك إلى الموقف التونسي من النزاع القائم في ليبيا، وهو موقف “ضبابي ومحايد” بالنسبة إليه، لأن تونس “لا تدعم صراحة أيا من الأطراف المتنازعة”.

وأوضح معلى، في حديث لفرانس24، أن “تونس لم يتم إقصاؤها، بل هي لم تكن على قائمة المدعوين أصلا منذ البداية، فتونس غير مساهمة بأي شكل من الأشكال في الملف الأمني في ليبيا، سواء على مستوى العمليات العسكرية القائمة كما أنها لا تلعب أي دور لتهدئة الأوضاع… فيما غسان سلامة لا يفتح الباب لأي طرف غير فاعل في الملف الليبي.

وتأكيدا لوجهة نظره قال معلى: “إن الجزائر والمغرب أيضا لم تكونا مدعوتين، لكن الجزائر ومنذ أسبوع قامت بتحركات دبلوماسية وعسكرية وأبدت استعدادها للتدخل كما أرسلت مساعدات إنسانية وحركت قواتها العسكرية على الحدود، كما صرح رئيسها قائلا إن دخول طرابلس خط أحمر”، لا سيما بعد إعلان تركيا عزمها إرسال قوات إلى ليبيا. وبذلك اتخذت الجزائر موقفا صريحا في حين التزمت تونس الحياد.

ولفت معلى إلى “أن قطر أيضا لم يتم استدعاؤها لأنها أوكلت دورها إلى حليفتها تركيا، فيما أوكلت السعودية دورها إلى مصر”.

من جانب آخر ما فتئت الرئاسة التونسية تشدد على “حرصها على النأي بنفسها عن المحاور، وظلت حريصة في الوقت ذاته على التمسك بالشرعية الدولية وتجنيب كل شعوب المنطقة الفرقة والانقسام”.

وسرّعت تونس استعداداتها تحسبا لتوافد مهاجرين مع تطور الأوضاع في ليبيا.

والأسبوع الفائت وخلال إشرافه على “مجلس الأمن القومي”، الذي يشرف على الشأن الأمني في تونس، نبه الرئيس قيس سعيّد إلى “إمكانية تسلل عدد من الإرهابيين في صفوف اللاجئين” خصوصا وأن البلاد شهدت في 2015 هجمات جهادية، وقع التخطيط لها من ليبيا. وسبق لتونس أن استقبلت مئات آلاف المهاجرين من جنسيات مختلفة قادمين من ليبيا في العام 2011 إثر سقوط نظام معمر القذافي.
فرانس 24

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.