المنبر التونسي(الحبيب الورغي) – انتقل إلى جوار ربه مربي الأجيال، المعلم المتقاعد بالمدرسة الابتدائية ميتول بجندوبة الحبيب الورغي تاركا وراءه وجعا في قلوب كل من تتلمذ على يديه وكل الأجيال التي نشأت على علمه ودرسه..فكل من عايشه صديقا وجارا وزميلا في مهنة التعليم يبكيه اليوم بحرقة وألم لما تركه من بصمة في تاريخ كل جيل تربى على يديه..
سيدي ..كل صغير كان بالأمس يخافك في الدرس لصرامتك وجديتك، يقف لك اليوم، تبجيلا وتكريما لكل حرف تعلمه منك ويحبك ويشتاق يوما يعود فيه تلميذا بين يديك.. اليوم يبكيك الجميع لفقدان معلم على قدر كبير من الجدية والاخلاق فهو الذي لا يهدأ له بال حتى يستوعب الجميع الدرس..
سيدي ..يا من التقيتك منذ فترة قصيرة ووضعت يديك الكريمتين على رأسي ومازحتني “بنيتي لازلت صغيرة ولم تكبري ..” ، يا من لم يسعفني الحظ بالجلوس في درسك لكني نهلت من علمك دون أن تشعر..وتعلمت من درسك دون أن تعلم فحديث التلاميذ عنك يزرع حب التعلم والدراسة.. كنت من خيرة المربين.. ولا سبيل أمام التلميذ الا استيعاب الدرس..
سيدي ..اليوم مدرسة ميتول وقريتك تنعاك معلما واماما خطيبا فإلى جنة الخلد ان شاء الله ..رحم الله معلمنا ومربينا الحبيب الورغي وجعلك سيدي من أهل الجنة وأنار الله قبرك كما كنت منارة للعلم والمعرفة..
