في رسالة إلى الحكومة: فاضل محفوظ يدعو إلى ضرورة الدفع نحو جمهورية جديدة ثالثة

0

المنبر التونسي (فاضل محفوظ) – وجه عميد المحامين السابق فاضل محفوظ اليوم رسالة إلى رئيسة الحكومة نجلاء بودن وإلى فريقها الذي أعلنت عنه أمس.

ودعا فاضل محفوظ إلى ضرورة الدفع نحو جمهورية جديدة ثالثة تصلح ما أفسده البعض سواء عن حسن نية أو عن سوء نية وتحقق الذات المواطنية والوعي المواطني بضمان الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والمدنية مع مراقبة الإلتزام بالواجبات بفضل مؤسسات مستقلة مراقبة لبعضها البعض وعادلة، وفق نص تدوينة.

وأكد محفوظ أن نجاح الحكومة مُرتبط بمرافقة الإصلاحات الإقتصادية والإجتماعية بمسار سياسي تصحيحي.

وفيما يلي نص التدوينة:

أولا نهنئكم بتحمل المسؤولية في هذا الظرف الإنتقالي الصعب على جميع المستويات و نتمنى لكم النجاح في أعمالكم و نعتقد أن حضور المرأة التونسية الفاعل سيكون أحد أدوات النجاح بالإضافة إلى إنعدام علاقتكم المبدئية بالغنائم السياسوية
لكن ثقوا أن مسألة الشرعية ستقر مضجعكم، طالما و أن المرحلة الإستثنائية، التي نرجوها إنتقالية و لفترة وجيزة، قائمة الذات بين مناصر و مناهض و لن يحل الإشكال أعتى المختصين في القانون الدستوري، مع إحترامنا لكفاءتهم.
و قد تزيد الوضعية الإقتصادية و الإجتماعية تعقيدا على تعقيد قد لا تتحمله الوضعية السياسية بسبب تجاذبات عميقة لا تختزل في العشر سنوات الفارطة، بل في إرث بمحاسنه و مساوئه منذ انبعاث الدولة الوطنية
و عليه، فإن نجاحكم مرتبط حسب إعتقادنا المتواضع، بمرافقة الإصلاحات الإقتصادية و الإجتماعية بمسار سياسي تصحيحي، يتفادى هنات عقود من التجارب بعيوبها و بعض محاسنها التي تقرأ في سياقها التاريخي و بمنظار كل فترة و ليس بمنظار الفترة الحالية.
و إعتمادا على صيرورة الأمور و الأحداث، فإنني أعتقد أنه من المحتم الدفع نحو جمهورية جديدة، ثالثة، تستبطن قيم الجمهورية، بل و تعلن عنها مجددا و تدافع عنها.
والواجب، حسب إعتقادنا المتواضع، لا يتوقف عند المسائل التقنية المضمونة مبدئيا بكفاءتكم، و التي سنحكم عليها بالنتائج،بل على قراءة جيدة للأوضاع الوطنية و الدولية بمختلف تجلياتها.
و لا يخفى على الجميع أن أي إصلاح حقيقي في الفترات الإنتقالية، يستوجب مرافقة وطنية و بيداغوجية تجنبا لعدم فهم الإصلاحات أو رفضها جملة و تفصيلا سواء من الفئات الضعيفة ماديا أو من أصحاب المصالح الإقتصادية التي تعتقد نفسها مستهدفة، علاوة على ضرورة ملاءمتها لمنطق التوازن في المعاهدات الدولية الاقتصادية.
و ما أسميته بالمرافقة الوطنية، هو في حقيقة الأمر و الواقع تشاركية في صنع القرار السياسي، بالمعنى النبيل للكلمة، من خلال إحداث فضاءات في شكل فعاليات(assises) دستورية و قانونية و إقتصادية و إجتماعية و ثقافية، بمشاركة كل الفئات مع حضور الخبرات التونسية من الداخل و الخارج، قصد تأطير النقاش.
و يكون من المفيد تنقل هذه الفعاليات و تنظيمها داخل الجمهورية و أن لا تقتصر على العاصمة، تشريكا لأكبر عدد ممكن من الكفاءات داخل البلاد.
و قد يبدو العمل مضنيا لأول وهلة و مضيعة للوقت الثمين، و لكننا نعتقد أن الإلتقاء حول مشروع وطني يتطلب هذا الجهد التشاركي الحامل في طياته مقومات الوحدة الوطنية المبنية على مصارحة الآخر و مصالحة الذات.
نريدها إذن جمهورية جديدة ثالثة تصلح ما أفسده البعض سواء عن حسن نية أو عن سوء نية، تحقق الذات المواطنية و الوعي المواطني بضمان الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية و المدنية مع مراقبة الإلتزام بالواجبات بفضل مؤسسات مستقلة، مراقبة لبعضها البعض، و عادلة.
و الله ولي التوفيق’

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.