المنبر التونسي (هيّا نحكو بيئة) – أختتمت امس الاحد بمدينة الرديف فعاليات تظاهرة بيئة نظمتها دار الشباب2 والمنتدى الإقتصادي والإجتماعي (فرع الحوض المنجمي) بالتعاون مع فوجي الكشافة المنجم والتحرير, ووضعها منظموها تحت شعار « هيّا نحكو بيئة », في إطار جهود المجتمع المدني بالمدينة لنشر الوعي البيئي.
وقال مدير دار الشباب 2 يحي الرحيلي أن أكثر من 100 طفل وشاب من رواد دار الشباب والكشافة قد إنخرطوا في هذه التظاهرة البيئية, الأولى من نوعها التي تُقام بهذه المدينة , وقاموا على مدى أيام الجمعة والسبت والأحد بعدّة أنشطة وتدخلات بيئية ومنها خاصة تهيئة منطقة خضراء بساحة در الشباب2 وتشجيرها بغراسات الزينة والورود, بالإضافة إلى دهن وتزويق جدران هذه المنشأة الشبابية.
وتهدف هذه التظاهرة حسب مدير دار الشباب2 ومنسق المنتدى الإقتصادي والإجتماعي بالرديف رابح بن عثمان, إلى نشر الوعي البيئي لدى رواد دور الشباب ونشطاء الكشافة وأطفال المدارس والمعاهد, وإتاحة الفرصة لهم من أجل الإنخراط في أنشطة بيئية في مدينتهم وفي جهود المحافظة عليها, وخاصة بمدينة الرديف « التي تعاني من عدّة إشكاليات بيئية عميقة » على حدّ قول رابح بن عثمان.
وأضاف يحي رحالي من ناحيته أن منظمي هذه التظاهرة خيّروا التركيز عل محور التشجير من خلال خلق ساحة خضراء بدار الشباب, بغرض تحسيس الاطفال والشباب بأهمية المساحات الخضراء بالمدن وسيما « في ظلّ التغيّرات المناخية المتسارعة » وبإعتبار الخصوصية المحلّية لمدينة الرديف التي تفتقر إلى مناطق خضراء على الرغم من إرتفاع درجات الحرارة في الصيف ومن تكدّس مادة الفسفاط في وسط المدينة.
وعرض نشطاء المنتدى الإقتصادي والإجتماعي (فرع الحوض المنجمي) إنتاجاتهم المرئية من أفلام وثائقية وفيديوات وريبورتاجات أنجزوها في السنوات القليلة الماضية حول المشاكل البيئية التي تعاني منها الرديف وخاصة ندرة المياه والتلوّث الصناعي وغياب قنوات الصرف الصحّي وإنتشار النفايات المنزلية.
وأشار رابح بن عثمان في هذا السياق إلى تعطّل إنجاز محطّة للتطهير مشتركة بكل الرديف وأم العرائس المبرمجة منذ سنوات, داعيا كذلك شركة فسفاط قفصة إلى القيام بدورها المجتمعي في المحافظة على البيئة والحدّ من تداعيات التلوّث الصناعي وخاصة تكدّس مئات الآلاف من أطنان الفسفاط بالمغسلة الواقعة بوسط المدينة.
ويتطلّع منظمو هذه التظاهرة حسب يحي رحالي إلى التأسيس لميثاق بيئي مجتمعي بمدينة الرديف يكون من أهدافه الأساسية إدراج محور البيئة في كلّ نشاط يقوم به أحد الأطراف المُنظمة لتظاهرة « هيّا نحكو بيئة », مضيفا أن دور المجتمع المدني مهمّ جدا للتحسيس بالأبعاد البيئة وبالتأثيرات المناخية المتسارعة.
وتضمّن برنامج هذه التظاهرة كذلك ورشات نظرية وتطبيقية لنشر ثقافة إعادة تدوير وإستخدام الطاقىة النظيفة والحدّ من النفايات وتثمين الفوارير البلاستيكية وكذلك لتعريف الناشئة بمفهوم التغيرات المناخية وسبل إيجاد الحلول للمشكلات البيئية المطروحة, والتشجيع على الممارسات البيئية المسؤولة في المحيطين العائلي والمجتمعي.
