” هكّة نعيشوا ” أوّل دراسة عن تطلّعات الشباب في تونس تنجزها ” دان – آب ” .

0

هم متشائمون … غير متحفّزين … كسالى …غير ناضجين … سلبيّون … لا مبالون …كل هذه الصفات إن شئنا كانت تكوّن الصورة النمطية عن الشباب في تونس . لكن عندما نقترب من هؤلاء الشباب أكثر نكتشف أن كل هذه التسميات التي ألصقت بهم ليست في النهاية سوى ” كليشيهات ” وتعميمات متسرّعة .

هذه هي الخلاصة التي توصّلت إليها دراسة حديثة أجريت عن الشباب في تونس مؤخرا وأنجزت من قبل ” دان – آب ” على المستوى الوطني تحت عنوان : ” هكّة نعيشوا ” . ومن خلال كونها استكشافية ووصفية دقيقة فقد كان الهدف من هذه الدراسة كشف الوجه الحقيقي للشباب التونسي . ولعل المفارقة أن الوجه الحقيقي لهؤلاء الشباب ليس بالضرورة ذلك الوجه الذي نتصوّر أننا نراه كل يوم .

وبعيدا عن الإستعمالات الكلاسيكية في مثل هذه الدراسات اقترحت ” دان – آب ” دراسة تسويقية اجتماعية نفسانية تهدف إلى دعم المصلحة الوطنية وتكون صالحة للإستعمال من قبل المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والجمعيات والمؤسسات الإعلامية الوطنية وأيضا الوزارات التي تعمل على موضوع الشباب .

ومن أجل بلوغ هذا الهدف وتقديم هذه الدراسة الصارمة تعاملت ” دان – آب ” مع مكتب دراسات استراتيجية مختص وهو ” Intelligence ” وعلى رأسه السيدة آمنة بوعتّور مستشارة أولى وأستاذة جامعية بالمعهد الأعلى للدراسات التجارية بالإضافة إلى مجموعة من الخبراء من ميادين مختلفة نذكر منهم السيد ” بيار فالات فلورانس ” الأستاذ الجامعي بمدينة ” قرنوبل ” والسيدة سارة بن سليمان مستشارة أولى وأستاذة جامعية بالمعهد الأعلى للتجارة بتونس والسيد خليل الزميطي الأستاذ الجامعي وعالم الإجتماع والدكتور حسام لويز الإخصائي في الطب النفسي والمحلل النفساني والمختص في البسيكودراما والأستاذ ناجي بوسلامة الجامعي المختص في التسويق والإتصالات .

وخلال الفترة المتراوحة بين شهري أفريل وأكتوبر 2014 خضع ما لا يقل عن 1302 من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 سنة إلى استجوابات مدروسة . وقد جاب الخبراء المكلفون بإنجاز هذه الدراسة تراب الجمهورية من أجل ملاقاة هؤلاء الشباب الذين ينتمون إلى مختلف الفئات الإجتماعية وإلى قطاعات مختلفة إذ نجد بينهم تلاميذ المدارس وتلاميذ المعاهد والطلبة وأصحاب الشهائد العاملين ولكن أيضا الباحثين عن العمل .

وأتت هذه الدراسة لتثبت حقيقة هؤلاء الشباب ومدى إدراكهم للحياة التي يعيشون علما بأن هذه الفئة العمرية ( من 15 إلى 30 سنة ) تمثّل حسب آخر الإحصاءات التي أجريت في 2014 نسبة 31 فاصل 12 في المائة من مجموع السكان التونسيين أي ما يعادل 3084474 شابا من مجموع السكان .

وأدت هذه الدراسة إلى العديد من الإستنتاجات الهامة التي يجب التوقّف عندها ومنها أن هؤلاء الشباب في معظمهم متفائلون وأن 97 فاصل صفر ثمانية في المائة منهم يؤمنون بأن لهم مهمات وأدوار سينجزونها في المستقبل وأن 93 فاصل 98 منهم يعتقدون أنهم في علاقة جيدة مع أوليائهم وأنهم منصهرون في محيطهم العائلي مع إفراد أمهاتهم بمكانة خاصة في حياتهم .

كما أثبتت نفس الدراسة أن التونسيين الشباب ملتزمون جدا من الناحية الإجتماعية ويطمحون إلى مجتمع أكثر عدالة وحداثة وتسامحا . وتبعا لذلك يرى 55 فاصل 11 منهم أن الجانب الإنساني هو أهم ما يمكن لهم الإلتزام به بينما أبدى 46 فاصل 45 منعم انشغالهم بكل ما هو بيئي .

ومن خلال هذه الدراسة الموجزة والمباشرة أنشأت ” دان – آب ” عدة بيانات من خلال بعض الخصوصيات ومنها على سبيل المثال ” العيّاشة ” أو ” المعلّميّة ” أو ” الحوماني” أو ” المتملّحين ” أو ” المتمرمدين ” أو ” الدافين ” وغيرها من المصطلحات والخصوصيات التي تجدونها على www.hakkan3ichou.tn .

ولأنها ترغب في تحفيز الشباب ودفعهم نحو إحداث تغييرات إيجابية في حياتهم التزمت ” دان – آب ” إزاء هؤلاء الشباب من خلال مبادرة بعنوان ” حفّلها تبدى بفكرة ” بالمساهمة في سعادتهم من خلال تحقيق المشاريع ذات الإهتمام المشترك . ومن هنا تأتي قناعة ” دان – آب ” بضرورة أن تبعث الفرح في الحياة اليومية لهؤلاء الشباب وفي محيط عيشهم وفي مدنهم وأحيائهم وبضرورة الإستثمار في قطاع الشباب . ومن هنا أيضا يجب أن تعرض المشاريع أو أفكار المشاريع على موقع www.hakkan3ichou.tn لضمان فرصة تحقيق هذه المشاريع أو أفكار المشاريع من خلال الشبان التونسيين الذين سجّلوا بياناتهم الخاصة على الموقع وذلك بمساندة ” دان – آب ” ودعمها لهم .

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.