وجهة نظر… ” نوبل”، التوافق التونسي..، والفرص ” المهدورة ” !

0
 بقلم : خميس العرفاوي

   عقب “شارلي هبدو”..، ثم الهجمات الإرهابية المتواترة والمدوية كان المشهد الفرنسي المقدم للعالم، يمزج بين تحقيق أقصى درجات التعاطف مع الفرنسيين في “محنتهم” من ناحية ورفع ” الصلة “، بلغة الأنترنات، إلى أقصى درجاتها بحضارة فرنسا وثورتها وقيم الجمهورية و”أنوار” باريس، من ناحية ثانية.

المشهد على، “دراميته”، أعاد تقوية ” سعة الربط ” بين متابعي أخبار تلك الهجمات في مختلف أصقاع الدنيا و” قوس النصر ” برمزيته الخاصة حين كانت ” البلاتوهات ” التلفزية تخرج من الأستوديوهات المغلقة لتنتصب في “الشونزيليزيه “، في قلب العاصمة الفرنسية مما جدد ” التسويق “، وبقوة، لهذه العاصمة كوجهة ” لا تنطفئ أنوارها “، أو هكذا أرادوا القول عاليا رغم الألم المعلن !

الوقائع ليست نفسها..، والحدث مختلف تماما بالتأكيد

ولكن فقط..، ما يعيد للأذهان القدرة على ” التسويق ” وإستغلال الفرص وإستثمار الأحداث المهمة..، ” تفاعلنا ” التونسي مع ” تتويجنا ” بجائزة ” نوبل ” للسلام والذي كان أخفت، بكثير، من شعاع هذه النقطة المضيئة وسط مشهد وطني ودولي ” رمادي ” اللون.

فعندما كانت ” أوسلو ” تحتفي بتونس ومشاهد التتويج تنقلها التلفزات إلى كل العالم والعلم الوطني يرفرف هناك لم يكن صدى ذلك لافتا، وبنفس الحجم، لا في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة ولا في غيره من الشوارع في مدن تونس وقراها.

كان هناك فقط..، بعض البلاتوهات التلفزية ” النمطية ” أو بعض ” الومضات ” الأشبه ب” الإشهارية ” تذكر التونسيين، من حين لآخر، بأنهم قد حصلوا على هذه الجائزة الأممية.

 ففي الوقت الذي ” نحارب ” فيه الإرهاب مثلما ” نحارب ” لأجل ترسيخ  صورة جديدة أجمل لتونس تخدم أهدافنا الإقتصادية والإجتماعية والسياسية مررنا بجانب حدث يؤرخ لقدرة المجتمع المدني التونسي على أن يكون فاعلا في التاريخ وقدرة التونسي على أن يمثل نقطة ” الضوء ” رغم أنف ” السواد ” ومروجيه.

للأسف، نضطر للمقارنة مرة أخرى لنقول أي مشهد ستقدمه فرنسا لو كانت هي الحائزة على ” نوبل «؟

وللأسف، أهدر ” الفاعلون ” التونسيون، بلغة علم الإجتماع، فرصة مهمة لم ” يقدروها “، جيدا.

فلك شعبك العظيم، يا تونس.

     صدر في ” الصحافة اليوم ” 18 ديسمبر

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.