صلاح الدين بن فرج: “كودستريا الحلقة الأساسية لربط شمال إفريقيا بجنوبه “

0

المنبر التونسي (افريقيا “كودستريا”) – المجلة الإفريقية للشؤون الدولية، المجلة الإفريقية للكتب، الهوية الثقافية والسياسية في إفريقيا…. والقائمة تطول هي أبرز الإصدارات التي سعت منظمة تنمية البحوث الاجتماعية بافريقيا ”كوديستريا” إلى نشرها مسلّطة الضوء على مواضيع هامة وشائكة في علاقة بالتنمية والديمقراطية والتخلف والتطبيقات التكنولوجية. في هذا السياق وأمام ما تعيشه بلادنا من ظرف اقتصادي متدهور، بات من الضروري النبش في بحوث هذه المنظمة للاشتغال عليها، لهذا الأمر جمعنا هذا الحوار مع الأستاذ الجامعي في علم الاجتماع و عضو اللجنة التنفيذية لمجلس تنمية البحوث الاجتماعية بافريقيا “كودستريا” ، “صلاح الدين بن فرج”، على هامش الندوة الإفريقية التي انتظمت لفائدة الإعلام التونسي.

1– لو تقدمون لنا سيدي الكريم لمحة عن منظمة كودستريا؟

منظمة تنمية البحوث الاجتماعية في افريقيا “كودستريا” هي هيأة علمية مستقلة تأسست عام 1973 بعاصمة داكار السنيغالية من قبل ثلة من الباحثين والمفكرين الأفارقة الكبار نذكر على سبيل المثال الباحث المصري المختص في علم الاقتصاد، سميرأمين.  وترمي أهدافها الى تنمية البحوث الاجتماعية في افريقيا من خلال دعم النشر العلمي الجامعي.

“كودستريا” هي صوت شمال افريقيا عن طريق الجامعة لا الشبكات الموازية…هي قناة تمرّر الصورة الصحيحة عن شمال افريقيا وعن الحضارة وعن العرب بشكل علمي.

أما فيما يتعلق بالتمويل،  تستمد المنظمة مورادها المالية من الهيئات الدولية والاشتراكات علاوة على مبيعات النشريات التي تصدرها.

2-فيما تتمثل الأنشطة التي تقوم بها؟

“كودستريا” هي فضاء علمي وبحثي مفتوح لجميع الباحثين الأفارقة من افريقيا وخارجها، حيث تعتمد على حلقات عمل متكاملة ومتكونة من  فرق بحث وطنية واقليمية فضلا عن شبكات البحث الافريقية. من جانب آخر، تقوم بتنظيم ندوات وملتقيات الى جانب القاء محاضرات قيمة في مجال البحث من اهمها نذكر ندوة” بعث افريقيا الغد، في سياق التحوّلات المعولمة رهانات وآفاق” المنعقدة بداكار في عام 2014.

3– ماهي أبرز المواضيع التي تطرقت اليها كودستريا ؟

في حقيقة الأمر تعددت المواضيع وتنوعت منذ تأسيس المنظمة إذ مثّلت التنمية والتخلف والحوكمة والديمقراطية أهم القضايا التي تم التطرق اليها في البحوث حيث كانت مرجعا للعديد من الدول. أما اليوم وتجاه التغيرات والتطورات التي يشهدها العالم، تناولت المنظمة مواضيع في علاقة بالتطورات والتطبيقات التكنولوجية  والمعايير الاجتماعية.

4-ادخّرت “كودستريا” مجهودات كبيرة لتسويق البحوث ونشرها على نطاق واسع، كيف توضّحون ذلك وماهي الآليات التي اعتمدتها؟

مثّلت “كودستريا” واحدة من أبرز المنظمات التي تحرص على نشر البحوث التي تنجزها بهدف تبادل الاراء بين الخبراء وطرح باب النقاش فيما بينهم، حيث اعتمدت آليات متعددة الخصائص. ففي مرحلة أولى أصدرت نشرية جامعة حول ابرز البحوث المطروحة في افريقيا مما جعلها تحتل المرتبة الأولى.

في مرحلة ثانية، أصدرت منظمة تنمية البحوث الاجتماعية مجلات علمية يقع نشرها كل ستة أشهر و يفوق عددها اثنا عشرة مجلة. نذكر من بينها: المجلة الافريقية، افريكا زماني، الهوية والثقافة و السياسة في افريقيا ومجلة التعليم العالي ومجلة افريقيا للكتب فضلا عن أسماء أخرى من المجلات.

في مرحلة ثالثة، اهتمت “كودستريا” بنشر الكتب والدراسات المحلية والحوارات التي أنتجها الباحثين علاوة على بعث موقع الكتروني ونشر رسائل مفتوحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى جميع المؤسسات الأجنبية.

كما تحرص على تسويق جميع الأعمال والبحوث التي ينجزها الباحثين لايصال أصواتهم وتشجيعهم على المبادرة لمزيد التألق…إن ما تقوم به هذه المنظمة ذات بعد اجتماعي دولي مهم جدا ونتمنى من مكونات المجتمع المدني ببلادنا أن يقوم باستغلالها.

5-ماهي اسهامات الأعضاء التونسيين في هذه المنظمة، علما أنه انخرطت فيها شخصيات وطنية؟

تجدر  الاشارة  الى أن منظمة التنمية للبحوث الاجتماعية شهدت حضورا مميزا  لأغلب الشخصيات التونسية التي حرصت على تقديم البحوث والانتاجات لدى العائلة البحثية.  نذكر من بينهم الأستاذ فرج الاسطنبولي، عبد الجليل البدوي، الدكتور حكيم بن حمودة ومحمود بن رمضان وحاليا أنا شخصيا. كل هؤولاء الجامعيين التونسيين حاولوا عبر التاريخ تقريب ضفة افريقيا الشمالية والجنوبية في زمن لم يكن لهذا التوجه أولوية عند العديد من السياسيين والجامعيين.

6– في اعتقادكم لماذا تغافلت الحكومة التونسية والاعلام التونسي خصوصا عن الشؤون الافريقية رغم ما تدرّه من موارد وثروات ؟

حسب رأيي، تعتبر الوجهة الإفريقية أولوية قصوى بالنسبة للمستثمرين المحليين للانتصاب بها وبعث استثمارات هائلة تعود بالمنفعة على اقتصادنا الوطني. من جانب آخر، وحسب اعتقادي لم تضبط الحكومة سياسة اقتصادية تهدف الى الولوج نحو الأسواق الافريقية وهذا في اعتقادي خطا كبير  ويجب معالجته فورا للاعتبارات التالية.

تعتبر افريقيا بلدا يزخر  بالثروات والموارد الطبيعية وهذا أمرا طبيعي بامكانه أن يعود بالمنفعة على اقتصادنا الوطني…. لهذا الشان يجب  فتح باب الحوار وربط علاقات الشراكة وتعزيز التعاون بين الطرفين..فللنظر الى الصين كيف وظفت سياساتها الاقتصادية للاستفادة مباشرة من الثروات الافريقية الشاسعة… افريقيا مطمورة ثروات وفرص شراكة وعمل كبيرة جدا…وعلينا جميعا ان نعي بذلك خصوصا في الظرف الحالي المتدهور الذي للاسف الشديد مازالت تشهده بلادنا.

في الختام، ما من شك أن التعاون بين افريقيا الشمالية والجنوبية هو أساس الرقي والازدهار الاقتصادي الذي نطمح الى تحقيقه، في هذا الخصوص يندرج الدور الفاعل الذي تقوم به منظمة تنمية البحوث الاجتماعية “كودستريا” باعتبارها ركيزة أساسية  لتجسيد هذه العلاقات.

 

 

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.