المنبر التونسي (مهرجان قرطاج الدولي) – أرفض برمجة أسماء كبيرة من باب الحوكمة وحسن التصرف المالي، فلا يجوز برمجة فنان واحد بمليار، أنا لا أعبث بالمال العام وهذا اختيار شخصي اتفقت فيه مع الهيئة المديرة، ويعنيني أساسا العمل الهيكلي واختياراتنا للعروض كانت مبنية على النوعية وعلى التميز
هذا ما أكده الدكتور “محمد زين العابدين” في الندوة الصحفية التي انتظمت في فضاء أكروبليوم بقرطاج ليلة الثلاثاء 28 جوان الجاري… والندوة كانت سهرة رمضانية أثثها عدد من الفرق الموسيقية والكوريغرافية مثل كورال أصوات أوبرا تونس، “نسرين جابر”، “لينا بن علي”، وبحضور مستشهري المهرجان وعدد كبير من الصحافيين إضافة إلى نخبة من الفنانين المشاركين في المهرجان
تأسيس علاقة ثقة
قال الدكتور “محمد زين العابدين” في افتتاح الندوة الصحفية إن إدارة المهرجان أرادت بهذه السهرة تكريم الإعلاميين والاحتفاء بهم لأنهم جزء من هذا المهرجان وشركاء له
وأشار إلى الفكرة الأساسية التي تم الاشتغال عليها في إعداد المهرجان هو الاستمرار في النجاحات التي حققها قرطاج الدولي على مدى 50 سنة من عمره، والتجديد أيضا من خلال إعادة النظر في بعض الجزئيات
وأكد الدكتور “محمد زين العابدين” إنه يطمح إلى تأسيس علاقة ثقة بين المهرجان والجمهور والإعلاميين والفنانين التونسيين وأضاف بأنه سيفعل كل ما في وسعه لتأسيس هذه الثقة
مهرجان على مدى العام
قال الدكتور “محمد زين العابدين” إن مهرجان قرطاج الدولي لن يقتصر على البرمجة الليلية كامل أيام المهرجان بل سيتضمن أيضا لقاءات صباحية في عدد من الفضاءات: لقورا، مدار قرطاج، فضاء كان ببوفيشة، التياترو والجامعة الشعبية محمد علي الحامي بسيدي حسين السيجومي، كما لن يقتصر على المسرح الأثري بقرطاج بل ستنتظم عروض متنوعة جديرة بالاكتشاف في بازيليك سان سيبريسيان تحت عنوان “خارج الأسوار”، ولن تنتظم العروض شهري جويلية وأوت فقط بل ستتواصل على مدى العام
وبين “محمد زين العابدين” أن مهرجان قرطاج مفتوح على كل التعبيرات الفنية والأنماط الموسيقية لا يقصي أحدا وهو مهرجان لكل التونسيين، مهرجان للجميع، وفي هذا الإطار ستنقل مجموعة من سهرات المسرح الأثري بتقنية “الستريمينغ” على شاشات عملقة في تسع مناطق من داخل الجمهورية من بينها “بن قردان”، “سيدي بوزيد”، ز”جندوبة”…
أن الدورة الثانية والخمسين سعت إلى استقطاب فنانين كبار مشددا على أن الاختيارات تمت بناء على قيمة العروض وتميزها مع التعويل على الطاقات الشابة والتوجهات الشبابية الجديدة التي تحتاج إلى الدعم من الإعلاميين وكبار الفنانين في تونس
البحث عن الاستقلالية
لم ينف الدكتور “محمد زين العابدين” أهمية انتماء مهرجان قرطاج الدولي إلى القطاع العام وأشاد بدعم وزيرة الثقافة “سنية مبارك” ولكنه لم ينكر في الوقت نفسه حاجة المهرجان إلى الاستقلالية خاصة على المستوى المالي
وحول غياب بعض الأسماء التونسية التي تم استبعادها بعد ثورة 14 جانفي مثل “أمينة فاخت” و”صوفية صادق” قال “محمد زين العابدين” إنه تم الاتصال بالفنانتين وأبدت “صوفية صادق” حماسها لكنها فضلت إعداد عرض كبير جدير بعودتها إلى مسرح قرطاج بعد غياب طويل، وأكد أن المهرجان مفتوح لجميع الفنانين التونسيين
حسن التصرف المالي
كثيرا ما طرحت المقارنة بين مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان موازين بالرباط وكانت الندوة الصحفية فرصة ل”محمد زين العابدين” ليوضح الفرق بين المهرجانين فأشار إلى أن مهرجان موازين هو حدث تجاري كبير على علاقة مباشرة بالسياحة، ويحظى بدعم القطاع الخاص، ويتمتع بالاستقلالية المالية، كما أن الحفلات الكبرى تنتظم في الساحات العامة وليس في مواقع أثرية مثل مهرجان قرطاج الدولي الذي لا يستطيع برمجة أسماء مرتفعة الكلفة نظرا إلى محدودية طاقة استيعابه، وأكد مدير المهرجان أن العمل الهيكلي هو الذي يعنيه وفي هذا الباب تأتي المشاركة التونسية في الافتتاح مع أوركستر الإذاعة الأوكرانية
استعرض الدكتور “محمد زين العابدين” عددا من الأسماء الكبيرة التي تمت برمجتها في الدورة 52 مثل “جيسون ديرولو”، “ماتر قيمس” و”تيكن جاه فاكولي” إضافة إلى الكوميديا الموسيقية الضخمة “ماديبا” التي تحتفي بنيلسون مانديلا
نذكر بأن الدورة 52 لمهرجان قرطاج الدولي تنطلق يوم 13 جويلية وتتواصل حتى 20 أوت ببرمجتين الأولى في المسرح الأثري بقرطاج والثانية “خارج الأسوار” في بازيليك سيبريان، إضافة إلى 9 لقاءات صباحية
