مؤتمر ساخن للاتحاد العام التونسي للشغل: تاريخ منظمة حشاد وانعاش الاقتصاد .. كلمة السر لدعم المعتدلين

0

منبر حر (تحليل سعيدة الزمزمي) رغم أن الاعداد لمؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل يتم في الخفاء تقريبا، لعدم تسليط الضوء عليه اعلاميا كما ينبغي.  الا أن الفاعلين الاقتصاديين في تونس ينتظرون نتائج هذا المؤتمر لتلمس معالم المرحلة المقبلة.

اذ لا يخفى على أحد، ان اتحاد الشغل قد أثر في الاقتصاد خلال المرحلة السابقة، من خلال شنه لسلسة من الاضرابات، التي  أثرت على مناخ الاستثمار. كما اثرت على نسبة النمو من خلال تراجع ايام العمل.

وقد ثبت أن عددا من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد كانوا ضد سياسة الاضرابات المفرطة، الا ان الغلبة كانت للشق المتصلب بقيادة سمير الشفي، وعبد الكريم جراد، وحفيظ حفيظ، وقاسم عفية وبدرجة اقل سامي الطاهري، ..

كما جرت في الكواليس مباحثات ماراطونية لابعاد رموز التصلب من المكتب التنفيذي الجديد، وهو ما تجلى من خلال اعلان قاسم عفية ترشحه على قائمة ثانية خارقا بذلك سياسة الوفاق التي اعتمدها الاتحاد في اغلب مؤتمراته.

وهو ما جعل حرارة التحركات لتشكيل قائمة يمكن أن تفوز برضى الناخبين برزت مؤشراتها بقوة .. ولئن تأكد مغادرة ثلاثة أسماء بحكم القانون وهم حسين العباسي الامين العام والمولدي الجندوبي وبلقاسم العياري لاستكمالهم لدورتين نيابيتين. حيث تم انتخابهم في مؤتمر المنستير في سنة 2006 ثم في مؤتمر طبرقة 2011.

في حين يمكن للعشرة الأعضاء الآخرين الترشح من جديد وهم: كمال سعد ،ونورالدين الطبوبي، بوعلي المباركي، وسامي الطاهري، وقاسم عفية، وسمير الشفي، وحفيظ حفيظ، وَعَبد الكريم جراد، وأنور بن قدور، ومحمد المسلمي، وهم جميعا تم انتخابهم في مؤتمر طبرقة في سنة  2011، فان التجديد بنسبة كبيرة سيمس المكتب التنفيذي الجديد لاعرق المنظمات النقابية التونسية، وهو ما تم السعي اليه من قبل  أطراف عديدة من داخل الاتحاد وحتى من خارجه لتشكيل قائمة وفاقية، الا ان الثابت أن الناخبين لن يعطوا أصواتهم بالكثافة المطلوبة لثلاثة أسماء. كان ينتظر ان تلتحق بقائمة قاسم عفية، الا انها خيرت البقاء في قائمة منافسه نورالدين الطبوبي، وذلك لضمان أوفر حظوظ الفوز.

هذه الاسماء هي لعبد الكريم جراد، وحفيظ حفيظ، وسمير الشفي، وذلك بناء على أدائهم السلبي خلال الفترة الماضية خاصة بالنسبة للشفي وجراد، اللذين أثارا غضب نقابيي صفاقس من خلال مواقفهما، فيما يتعلق بمشاكل الجهة خاصة من خلال فشلهما في ادارة التفاوض حول عديد الاشكاليات في الجهة، اهمها بيتروفاك.

اذ رغم أنهما أصيلي الجزيرة، الا انهما تركا زمام المبادرة لاطراف اخرى برزت، وكانها مدعومة من اتحاد الشغل، في حين انه لا علاقة للمنظمة، بها بل ان سلبية الرجلين في ملف شائك ، وهام مثل ذلك الملف، جعل اتحاد الشغل على ثقله لا يكون طرفا فاعلا في حل الازمة، وهو ما اثار غضب الطيف النقابي الواسع وحكم باستبعاد الرجلين من اي قائمة وفاقية لان ضمهما سيسرّع فشلها.

والثابت ان اغلب المؤتمرين على وعي ان صورة اتحاد الشغل صارت على المحك في ظل التعددية النقابية المزمع تكريسها اكثر فاكثر في المرحلة المقبلة تماشيا مع مقتضيات الدستور
فاذا ما تم استعمال منظمة حشاد لغايات سياسية من خلال الافراط في الاضرابات، فان شعبية الاتحاد ستترهل ، وهو ما يثير خوف النقابيين وايضا رجال الاعمال والحكومة.

وهو ما يحتم دعم تيار المعتدلين برئاسة نورالدين الطبوبي، وبوعلي المباركي. بل ان النقابيين عازمون على قطع الطريق أمام من “اندس” في قائمة الطبوبي حتى يعود اتحاد الشغل رافدا مدعما للاقتصاد وليس معول هدم في كل الاحوال.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.