المنبر التونسي (رئيس الجمهورية) – دعا رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، اليوم الأحد 21 ماي 2017، من الرياض، إلى ضرورة مواصلة العمل المشترك من أجل بلورة استراتيجية شاملة وموحدة تنخرط فيها الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة من أجل القضاء على ظاهرة الإرهاب.
وأكد قائد السبسي في كلمة توجه بها الى القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي انعقدت اليوم الأحد بمركز الملك بن عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، ان مشاغل الأمة العربية والإسلامية واحدة وان المخاطر المحدقة بالمنطقة العربية تمثل تحديات مشتركة تتطلب العمل "سويا من أجل مجابهتها حفاظا على الأمن والسلم الدوليين".
وأكد رئيس الجمهورية ان مواجهة المخاطر والتهديدات العابرة للحدود وخاصة افة الارهاب،يستوجب "الدفع في اتجاه تسريع مسارات التسوية السياسة لمختلف الازمات القائمة في المنطقة لاسيما ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية واستعادة الامن والاستقرار في كل من ليبيا وسوريا واليمن".
واشار الى ان العالم يشهد اليوم في كثير من أجزاءه أوضاعا غير مسبوقة من الاضطراب وانخرام الأمن بسبب استمرار النزاعات وتعدد بؤر التوتر وتنامي التهديدات التي ما فتئت تستنزف مقدرات عدد كبير من البلدان وتعيق تقدمها وفق تعبيره.
واعتبر قائد السبسي أن هذه الأوضاع المؤلمة أفرزت في "منطقتنا خسائر فادحة في الأرواح ودمارا هائلا في البنى التحتية فضلا عما تسببت فيه من مآسي إنسانية متواصلة"، مشيرا الى ان هذه الأوضاع المتازمة تشكل ارضية خصبة للتطرف والإرهاب والجريمة المنظمة
واضاف إنّ دِقّةَ المرحلة تقتضي توفير كلّ سُبل التعاون بين الدُول في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية والتنموية، معربا عن امله في ان تواصل الولايات المتّحدة الأمريكية تعزيز علاقات الصّداقة والشّراكة التي تربطها بالعالم العربي والإسلامي والاضْطِلاع بدورها الذي وصفه باالرِّيادِي في توطيد دعائم الأمن والسلم في منطقتنا والعالم.
وأكد رئيس الجمهورية أن تونس أولت أهمية قصوى لمجابهة ظاهرتي الإرهاب والتطرف "الدخيلتين عليها وعلى المجتمع التونسي وذلك لإنجاح تجربة تونس الديموقراطية الناشئة وتحقيق تطلعات شعبها لمزيد من التنمية والازدهار"، معتبرا أنه و على الرغم من محدودية مواردها سخرت تونس كامل إمكانياتها المتاحة للتصدي لظاهرة الإرهاب الخطيرة مستفيدة من دعم اشقائها واصدقائها في هذا المجال بما مكن من إحباط عديد المخططات الإرهابية وتحقيق مزيد من الاستقرار في الوضع الأمني بالبلاد.
وبين ان تونس اعتمدت كذلك استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب "تقوم على مقاربة شاملة متعددة الأبعاد بهدف تحصين المجتمع من التطرف من خلال تعزيز قيم الإسلام المعتدل والمستنير وتجذير ثقافة الحوار والتسامح واحترام كل الأديان والمعتقدات فضلا عن تجريم كافة أشكال التحريض على الإرهاب"، وذكر في هذا السياق بأن تونس انخرطت في دعم كل الجهود والمبادرات الرامية إلى محاربة الإرهاب على غرار انضمامها إلى التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية وكذلك التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي.
