رسالة مفتوحة إلى الهايكا:… بعض القنوات التلفزية غاب عنها الحياء وتجاوزت الحريات

0

المنبر التونسي (رسالة مفتوحة إلى الهايكا) – تعددت القنوات التلفزية، ومع تعددها تنوعت البرامج واختلفت المسلسلات وكثرت المنوعات… ورغم هذا التنوع فإنك تنتقل أحيانا من قناة إلى قناة بحثا عن منوعة أو برنامج أو حتى مسلسل يمكن مشاهدته مع العائلة، غير أنك لا تجد ما يمكن متابعته في جو عائلي يسوده الاحترام…

هنا يأتي دور الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري (الهايكا) التي تعمل أساسا على منع نشر أي برامج لا ترتقي إلى مستوى معين. وقد بدت لنا الهيئة مؤدية لدورها على أكمل وجه، منذ بداية شهر رمضان، فها هي تلفت نظر حنبعل تارة والحوار التونسي تارة أخرى.

ومؤخرا صرح عضو الهيئة، هشام السنوسي، بأن الهيئة ستفتح تحقيقا بخصوص حلقة الثلاثاء 13 جوان 2017، من برنامج دليلك ملك، على قناة الحوار التونسي، والتي فازت خلالها ممثلة بن عروس بمبلغ 2 مليون دينار في حال ثبت للهايكا أنّه وقع التحكّم في توقيت بثها واستعمالها للحصول على أكثر عدد ممكن من الإرساليات القصيرة.

هنا لنا أن نتساءل كيف توجه الهيئة هذه الملاحظة في برنامج "دليلك ملك" عن الحلقة 13، في حين أنها لم تحرك ساكنا لمهزلة الحلقة 14 حيث عمد المتسابق إلى نزع قميصه.

كثيرون صدموا من مشاهدة هذه الحلقة، وقد تم توجيه عديد الانتقادات على صفحات التواصل الاجتماعي إلى المتسابق بهذه الحلقة، وهو ممثل ولاية سيدي بوزيد.

ومع ذلك لم تحرك الهيئة ساكنا ولم تقم بأي ردة فعل.

سيّدي رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري، النوري اللجمي، نرجو من الهيئة مزيد الصرامة فبعض القنوات غاب عنها الحياء وفقدت الكثير من الاحترام. كما أن الرقابة يجب أن تكون متواصلة على مدار السنة وتشمل كل القنوات وجميع البرامج.

فقد بدا واضحا من نوعية البرامج التي تقدم بأن الغاية الأساسية للقنوات هي جلب أكثر عدد ممكن من المشاهدين بغض النظر عن مستوى ما يقدم، مستندين في ذلك على الرغبة الكامنة داخل كل مواطن في مشاهدة مسلسلات تمثل المجتمع التونسي حقيقة  أو برامج تتطرق إلى مظاهر اجتماعية موجودة حقا في حياتنا اليومية، غير أننا لا نتجرأ أحيانا على تناولها في حواراتنا اليومية.

هي استراتيجية تعتمدها قنوات لغاية الحصول على أعلى نسب مشاهدة، مستندين على مقولة "الغاية تبرر الوسيلة". وما تصّدر القنوات الخاصة نسب المشاهدة، خلال شهر رمضان، إلا أكبر دليل على ذلك.

فأين تلفزتنا الوطنية التي كانت سابقا لا تفارق الصدارة ؟

هي لم تتمكن من مواكبة تيار التفاهة وقلة الاحترام، تفاهة البرامج التي تقدم وقلة الاحترام التي تغزو المسلسلات… وهو ما جعلها لا تحتل المراتب الأولى.

غير أنها وإن كانت فشلت في عدم حصولها على أعلى نسب مشاهدة فإن نجحت في عدم مواكبة التيار فهي بذلك تبقى الأولى… لأننا إن أعدنا النظر في المقاييس وإن تعمقنا في المضامين وفي قيمة ما يتم تقديمه فأكيد أن النتائج ستختلف.

إن دور الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري كبير ومهمتها صعبة وتتطلب الكثير من العمل، غير أننا نأمل حقا أن تكون البرامج التي تقدم على القنوات التونسية الخاصة منها والعمومية ذات مستوى راق.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.