النوري اللجمي : “لا يمكن أن يكون للهايكا دور ناجع في غياب إنخراط جدي لكل الفاعلين في عملية تطوير المشهد السمعي البصري”

0

المنبر التونسي (تطوير المشهد السمعي البصري) – أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، النوري اللجمي، أنه لا يمكن أن يكون للهيئة دور ناجع، في غياب إنخراط جدي من قبل كل الفاعلين في عملية تطوير المشهد السمعي البصري، قائلا "من الضروري أن ينبع الوعي من كل المتدخلين في القطاع للسمو بدور الاعلام في هذه الفترة الحساسة التي تعيشها تونس".
وأبرز اللجمي، خلال سهرة رمضانية أنتظمت مساء يوم الإربعاء 21 جوان 2017، بالعاصمة، حول الاعمال التلفزية خلال شهر رمضان 2017 ، ضرورة أن يكون الابداع منسجما مع الاخلاق العامة و مع الهوية التونسية ، ملاحظا أن المنتوج التلفزي لشهر رمضان هذه السنة قوبل أحيانا بنوع من "الاشمئزاز" جراء كثافة مظاهر العنف في المسلسلات.
من جانبه، صرح الاعلامي حاتم بلحاج، بان القناة الخاصة "الحوار التونسي" قامت بترجمة برامجها الاجتماعية ( "عندي ما نقلك" و"حكايات تونسية") الى منتوج تلفزي تمثل في مسلسل "أولاد مفيدة"، بينما كانت سلسلة  "دنيا أخرى" امتداد لسكاتشات "لاباس" و برنامج  "أمور جدية"، مشيرا الى غياب الحبكة الدرامية في مسلسلات هذه القناة، التي كان هدفها فقط اللعب على عنصر المتابعة الجماهيرية، وفق تقديره.
ولاحظ أن السبب الذي يفسر توجهات قناة "الحوار التونسي" هو البحث عن الاشهار من أجل تمويل برامجها، داعيا الاعلام العمومي الى المحافظة على بعده "اللاتجاري"، نظرا لدوره المحوري في الرقي بالمجتمع، و فسح المجال أمام المبدعين الشبان لعرض إمكانياتهم وإطلاق مواهبهم.
أما مدير معرض الكتاب شكري المبخوت، فقد أثار مسألة استعمال اللغة العربية في المسلسلات الدرامية، قائلا "ان خصوصية اللغة العامية هي امتداد لكتابات علي الدوعاجي ومصطفى خريف، مبينا ان التعبير عن الواقع في الأعمال الدرامية، "لا يكون من خلال نقل واقع بذيء كما هو دون إبتكار إبداعي"، حسب تقديره.
وإعتبر أن استنكار المشاهد لبعض الجمل الواردة في المسلسلات، هو تفسير لفشل بعض الاعمال ، قائلا "إن الحرية لا تعني البذاءة .. ولغة الشارع ليست هي لغة الابداع.. و من يضع نفسه في مرتبة الكاتب الدرامي لابد أن تكون له قدرة على إعادة إنتاج الواقع بلسمات فنية".
و احظ المبخوت انه رغم النقائص التي تشوب الأعمال الدرامية التونسية، إلا أن الوضعية ليست كارثية، و بالإمكان تطوير كتابة السيناريوات الدرامية من خلال فسح المجال أمام المختصين، داعيا المبدعين في مجال الكتابة إلى الإسهام في تطويره.
وفيما يتعلق بكيفية تناول مواضيع الأطفال في الأعمال الدرامية التونسية، أكد معز الشريف رئيس الجمعية التونسية لحماية حقوق الطفل، أن أغلبها لم تكن في المستوى المطلوب نظرا لخوصيات هذه الشريحة العمرية وخاصة النفسية منها، قائلا "هناك اعتداء على حقوق الطفل من خلال العرض التبسيطي لأدوات الادمان، على غرار المخدرات في المؤسسات التربوية ، خاصة وان خيال الطفل يبقى دائما هشا".
تجدر الإشارة، الى ان هذا اللقاء حضره عدد من الفنانين و الممثلين، و تناول بالنقاش عديد القضايا المتعلقة بالاشهار المُغلف خلال البرامج، وأزمة الكتابة الدرامية، و تطلعات المنتوجات الثقافية في السنوات القادمة .

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.