مسرح البازيليك يغصّ بالحضور في مهرجان الجاز بطبرقة

0

المنبر التونسي (مهرجان الجاز بطبرقة) – بعد طول انتظار وبعد تأجيله في أكثر من مناسبة حتى فقد أحبّاء مهرجان الجاز بطبرقة الأمل في تنظيمه، افتتحت فعاليات دورة 2017  لمهرجان الجاز بطبرقة بفضاء البازليك والتي اعتبرتها لجنة التنظيم “عودة للجذور”، من 22 إلى غاية 29 جويلية، تأثّثت بـ6 سهرات يحييها 10 فنانين أو فرق قادمين من بلدان مختلفة كالولايات المتحدة وكوبا وهايتي وأيضا المغرب والجزائر وطبعا تونس.

تعدّ هذه الدورة دورة للإقلاع والخروج من الخمود، حيث تمّ إحياء هذا المهرجان العالمي بعد غياب دام لسنوات، ليشهد السنة الماضية نوعا من محاولة الخروج من عنق الزجاجة ليثبت وجوده في هذه الدورة، وذلك بفضل إصرار هيئة تنظيمه برئاسة السيد نبيل عبد الله على إنجازه رغم التجاذبات والصراعات وانتظار دعم وزارتي السياحة والثقافة والسعي إلى استعادة المكانة المرموقة لهذا الحدث العالمي الذي يعدّ من بين أفضل خمسة مهرجانات عالمية لموسيقى الجاز يحمل شعار “العودة للجذور” لتكون له عودة قويّة لإحياء العصر الذهبي الذي عرفه هذا المهرجان.

لقد غصّ مسرح البازيليك بالحضور من أبناء المنطقة والأجانب ليشهدوا ولادة جديدة لمهرجان انتظروا رجوعه طويلا لنجدهم يستمتعون ويتمايلون على أنغام الجاز خاصة من فنانين تونسيين على غرار الفنان التونسي صبري مصباح وفرقة «BENARES».

وفي هذا الصدد، أكّد صبري مصباح أنّ حضوره بمسرح البازيليك ومشاركته في هذه الدورة لمهرجان الجاز بطبرقة كان حلما منذ الصغر وتحقّق أخيرا، مشيرا الى تفاجئه بالعدد الكبير من الحضور وتفاعله معه دون توقّف ممّا أبهره وزاده شحنة لمزيد الإبداع على المسرح وإخراج ما في جعبته الفنية في مجال الجاز. وأضاف صبري أنه غنّى البعض من ألبومه الجديد الذي سيقع تقديمه خلال شهر سبتمبر المقبل، وهو عبارة عن مزيج بين “الروك” والفن التونسي من خلال اختيار الأغاني القديمة الهادئة وإضفاء بعض الإثارة لهذا المزيج.

كما بيّن صبري أنّ هذا الألبوم الذي يحمل عنوان “أصلي” قد استولى على كامل تركيزه فهو يتضمّن 10 أغان من بينها 5 أغان من إنتاجه تحمل عناوين “موش منّي” و”ما نسيت” و”يا روحي” و”هارب من الدنيا” و”سيّد الأسياد” أمّا البقية فهي أغان تجمع بين التراث التونسي والمالوف والفن الشعبي والحضرة.

وأشار أنّ الأغنية التي خصّها في هذا المهرجان بعنوان “هارب من الدنيا” التي كتبها عبدو سعداوي -الذي بدوره كتب أغنية “ما نسيت”- وقد أعجبت الحاضرون وتفاعلوا معها على حدّ قوله.

صبري مصباح قال أنه فرح جدّا لردّة فعل الجمهور الذي طالبه بإعادة الأغاني إلاّ أنّ الوقت لم يسمح بذلك لأنه يقتسم السهرة مع سناء بكّاري والفرقة الفرنسية «BENARES» لذا لم يتسنّ له الاستجابة لطلب جمهوره الذي استمتع كثيرا وانسجم مع أغانيه وتفاعل معها.

ومن جانبها، أبدعت فرقة «BENARES» مع سناء البكّاري في أدائها على مسرح البازيليك وأدّت أغان انجليزية وتونسية حيث امتزجت بين الروك والبلوز والجاز والشعبي وغيرها وقد أضفى حضورها سحرا على الجمهور من خلال اكتشاف موسيقى مختلفة.

وعبّرت فرقة «BENARES» عن فرحها لاختيارها تونس لأنها مصدر الإلهام وهي سعيدة بتواجدها في هذا البلد وتودّ العودة مرة أخرى على حدّ قولها.

كما اعتبرت الفرقة وجودها بتونس وخاصة بمهرجان الجاز بطبرقة مفاجأة من خلال التواصل مع روعة هذه المنطقة وما تحييه في داخلها من ذكريات، مشيرة إلى المناخ الروحي الذي يبعثه فيها، هذا المكان الممزوج بين الأرض والبحر والهواء ممّا ينعش إلهامها وينشط إبداعها ويحيي روحها.

تفاعل الجمهور وتمايل أكثر مع فن الجاز خاصة خلال السهرة الموالية التي أحياها الفنّان الكوبي “روبرتو فونسيكا” الذي قدّم بها عرض موسيقي عن طريق آلة البيانو وقد أكّد هذا الأخير أنه أوّل مرّة يزور تونس ولم يتسنّى له معرفتها لضيق الوقت مشيرا إلى إعجابه بجمهور المسرح الذي انسجم مع أغانيه وموسيقاه ورقص على أنغامها ممّا دعاه إلى التفكير في العودة مرّة أخرى إلى تونس وملاقاة شعبه الذوّاق الذي شاركه في الغناء للمقاطع الجديدة من ألبومه والانسجام الرائع والحب المتبادل من خلال موسيقى الجاز ممّا يحفّزه لمزيد الإبداع ومواصلة السهرة دون عناء.

إنّ الحضور المكثّف لجمهور مهرجان الجاز وتفاعله مع محتواه يؤكّد نجاح الدورة حسب قول هيئة التنظيم التي قالت أنّ طموحها هو السعي في 2018 لإضفاء بعد دولي على المهرجان حتى تستقبل زوار أجانب يأتون خصيصا لطبرقة من أجل حضور المهرجان في إطار رحلات غير منتظمة تشمل السفر والإقامة وحضور فعاليات مهرجان الجاز وبالتالي تنتعش السياحة وينتعش الدينار التونسي ويخرج الاقتصاد من أزمته.

ومن جانب آخر، أكّد النائب عن دائرة جندوبة فيصل التبيني أنّ منطقة طبرقة دون غيرها هي المتنفّس الوحيد لمهرجان الجاز وما له من صدى عالمي مشيرا إلى إمكانية انعقاد الدورة القادمة من مهرجان الجاز بطبرقة بمسرح البحر الذي تفوق طاقة استيعابه 6 آلاف شخص وهو اليوم في لمساته الأخيرة وقد تمّ يوم 18 فيفري 2016 تحويل ملكيّته من الشركة السعودية إلى المجلس الجهوي بجندوبة.

لئن شهد المهرجان إقبالا كبيرا يدلّ على نجاح هذه الدورة إلاّ أنه لا يخلو من الشوائب من خلال عدم تمكّن بعض عشّاق الجاز من حضور السهرات لعدم توفّر أماكن شاغرة.

وللتذكير فإنّ المهرجان الدولي للجاز بطبرقة تأسّس سنة 1993، واكتسب شهرة واسعة على مدى السنوات التالية، إلى أن بدأ يخبو نجمه منذ 2008 بسبب صعوبات مادية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.