مشروع “تفنن” تونس الإبداعية؛ عملة يحييون روحهم الفنية المغيبة على خشبة المسرح

0

المنبر التونسي ( مشروع “تفنن” ) – تتواصل هذه الأيام تمارين “العامل المبدع “بفضاء قاعة الاجتماعات بمقر الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس حيث وحّد المخرج الطاهر علوان 15 عامل وعاملة من مصانع المنطقة الصناعية ببن عروس قصد الرصد والاندماج والادماج بالأصغاء إلى شواغلهم وآمالهم وآلامهم ودفع آليات التعبير والتغيير عندهم على أن تكون هذه الورشات المخصصة إلى الإصغاء والتعبير هي المنطلق لصياغة نص مسرحي وتحويله إلى عمل مسرحي يعرضه العمال ويكون العملة من مختلف المناطق الصناعية هو جمهورهم.

ومشاركات نوعية هذا العمل “العامل المبدع” يجمع وحسب الفنان الطاهر علوان العملة من مختلف الأعمار ومن 20 إلى ستين سنة.

وقد تم توسيع دائرة المشاركة لعشرات العمال من الجنسين ولكن ولأسباب تقنية لا يمكن التركيز إلا على عدد محدود حسب مقتضيات العمل المسرحي والأهم هو تدريب العاملين المتعودين على العمل في صمت على البوح والحديث عن شواغلهم اليومية بين البيت والشارع والمصنع، وهي تجربة جديدة في مجال التواصل الاجتماعي الواقعي لا الافتراضي وتساعد الطاهر علوان في الإصغاء والتواصل والتدريب والتكوين الفنانة المسرحية وفاء الطبوبي والفنانة نادرة التومي في التاطير ولكل منهما تجارب في العمل المسرحي.

وعن هذه التجربة الأولى في التواصل مع شريحة من العمال لا علاقة لهم بالمسرح مباشرة إلا عبر مشاهدات تلفزيونية أوضح الطاهر علوان مخرج مشروع العامل المبدع أن طرافة المشروع وجديته تكمن في هذا البحث عن مخزون فني مهمل عند هؤلاء العمال وهم يعيشون حالات مسرحية ولا يدرون بين العمل والبيت والشارع وهم في أشد الحاجة لا الى الترفيه فقط بل التعبير و”التنفيس” وهذا دور الفنان في البحث عن رافد جديد من العمال في المصانع وضمن مسرح تفاعلي لا ينطلق من نص جاهز في المعيش اليومي.

ولا يشتغل كل من طاهر علوان ووفاء الطبوبي ونادرة التومي مع العمال في المنطقة الصناعية بن عروس وفي فضاء الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس على نص أولي جاهز بل يسعى الثلاثي المبدع إلى دفع العمال إلى الحديث بكل حرية عن المعيش اليومي دون قيود قد يجدها في البيت او المصنع وبعد حصص من الاستماع والتمارين قد تدوم أكثر من خمسين أسبوعا يمكن تحويل المحكي والمروي من العمال إلى سيناريو ونص مسرحي نهائي تسهل القراءة الركحية له.

وتؤكد وفاء الطبوبي المخرجة المساعدة والمهتمة بالتكوين أن حواراتها ونقاش أصحاب المشروع مع العمال وخاصة الشباب منهم كشف عن حالات غضب واستياء كما التعبير عن الآلام والأحلام في حصص مفتوحة ويمكن أن يتعلم الفنان الكثير من معاناة هؤلاء العمال، وهذا الحوار المفتوح متواصل آخر كل اسبوع بعد العمل وحيث يتفرغ العامل للمسرح. وخارج أسوار المصانع مع سعي إلى التخفيف من حدة التوتر النفسي والاحتقان الاجتماعي في منطقة صناعية تعيش على وقع الإضرابات.

في انتظار العرض الأول هذا المشروع النموذجي ينتظر أن يكون جاهزا للعرض أمام العمال في المنطقة الصناعية بن عروس ومناطق صناعية أخرى منها صفاقس ونابل المتضررة بعمالها ومصانعها من الفيضانات الأخيرة إلى جانب قفصة والقصرين وذلك بداية من منتصف شهر أفريل 2019 والدعم موصول لهذا العمل معنويا على الأقل من وزارة الشؤون الثقافية وكذلك الاتحاد العام التونسي للشغل نظرا لطبيعة المشروع الذي يتوجه إلى العمال تفاعلا وانتاجا وإخراجا.

وتمثل هيئة “-تفنن’تونس الإبداعية الجهة الممولة في إطار مشروع لتعزيز القطاع الثقافي في تونس بتمويل من الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج دعم قطاع الثقافة في تونس بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية وتنفيذ من المجلس الثقافي البريطاني وتتابع الهيئة الداعمة مراحل تقدم المشروع بالتعاون مع شركة فن المتوسط.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.