المنتدى العالمي للتبغ والنيكوتين يناقش سبل التقليل من مخاطر التدخين عبر الإبتكار المستدام (التجربة اليابانية مثالا)

0

المنبر التونسي (التقليل من مخاطر التدخين) –  انعقدت الدورة 13 للمنتدى العالمي للتبغ والنيكوتين (GTNF) من 21 إلى 24 سبتمبر 2020 عبر الإنترنت وتناولت  طرق تطوير منتجات التبغ والنيكوتين عبر البحث  والابتكار و ذلك من أجل الحد من مضار التدخين و مواجهة التحديات المستمرة التي تتطلب من المواطنين أن يكونوا على قدر كاف من المسؤولية.

وساعدت رقمنة هذه الدورة على استقطاب أكثر من 1400 مشارك من مهني الصحة وواضعي السياسات العامة ومصنعي التبغ والنيكوتين و المستثمرين والباحثين … و في إطار ”التغيير المستدام من خلال الابتكار والتنظيم ”، طرح المشاركون عددا من الاشكاليات منها: مستقبل النيكوتين في السنوات القادمة؟؛  الأساليب الفعالة لمكافحة التدخين؟ مدى التأثير  الإيجابي لمنتجات التبغ معدلة المخاطر كالتبغ المسخن والسجائر الالكترونية على صحة المدخنين؟ المقارنة بين التنظيمات و القوانين و كيف يمكن “لمنظمة الصحة العالمية” أن تعمل بشكل أفضل ؟ ماهية الخطوات الجديدة  في مكافحة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ؟ دور النيكوتين في مقاومة الكوفيد 19 …

واستشهد باتريك باشام، مدير معهد الديمقراطية بكارل ماركس قائلا: “التاريخ يعيد نفسه ،أولاً كمأساة ، وثانيًا كمهزلة. وأعتقد الآن أن هناك تشابهًا هائلاً بين الحالة الوبائية كما عشناها جميعًا في الأشهر القليلة الماضية و ماتعانيه صناعة التبغ في السنوات الأخيرة. إن ما مر به العالم خلال الأشهر الستة أو السبعة الماضية قد هيمن عليه الخوف و فشل السياسة الصحية لعدد من المنظمات والدول.و النتيجة كانت فقدان ثقة الشعوب، لا فقط  في الأشخاص الذين اختاروهم لقيادتهم واستأمنوهم على صحتهم، لكن أيضًا في المؤسسات الصحية والخبراء الذين يوجهون القادة ولا يواجهون أي عواقب إذا فشل القرار. الأزمات تتطلب منا حلولا غير مسبوقة،وطريقة جديدة في التفكير و التعاون المشترك بين السياسيين و متخذي القرار من جهة و الخبراء و المهنيين والمصنعينٍ من جهة أخرى. ينطبق هذا على أزمة الكوفيد وعلى أزمة التدخين حيث اثبتت الحلول الكلاسيكية والمقاربات الدغمائية محدوديتها”.


ارتكز اللقاء الأول من GTNF على سؤال رئيسي: كيف يمكن لأي بلاد أن تصبح خاليتاً من التدخين في غضون 15 سنة ؟ توصل  المشاركون إلى أن هناك حاجة إلى تعامل مشترك بين المجتمع العلمي ووكالات الصحة العامة و صناعيي التبغ و النيكوتين لإنهاء ترويج و استهلاك السجائر الكلاسيكية المحترقة وتعويضها بمنتجات أقل ضررا للتقليص من الأمراض والوفيات المنجرة عن lلتدخين” . وفي هذا السياق أوضح كليفورد إي دوغلاس ، مدير شبكة أبحاث التبغ الأمريكية أنه “يمكن تحقيق سوق خالية من السجائر القابلة للاحتراق خلال السنوات القليلة القادمة في الولايات المتحدة إذا وافقت إدارة الغذاء والدواء على مقترح VNLC وإذا ما أبدت الشركات المصنعة الرئيسية تعاونها الفعلي” . وأوضح أنه من الضروري أن يمنع بيع السجائر وغيرها من منتجات التبغ القابلة للاحتراق و التي تحتوي على أكثر من الحد الأدنى للنيكوتين.

وأكد مايكل كامينغز، الأستاذ في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة الطب في ساوث كارولينا ، أن “تخيل عالم خال من السجائر المحترقة أمر رائع، إذ يمكن للبالغين الذين يحتاجون أو يريدون النيكوتين أن يحصلوا عليه من مصادر بديلة أقل ضررا كالتبغ المسخن والسجائر الالكترونية. ويواصل قائلاً ” إنه من الضروري أن نسعى إلى إيجاد أرضية مشتركة بين مختلف الأطراف المتدخلة في عملية صناعة واستهلاك التبغ و يتطلب تحقيق هذا الهدف عملية تنظيمية تشجع على الابتكار والاستثمار في المنتجات منخفضة المخاطر”.

ركزت لجنة منتجات التبغ معدلة الضرر على تقييم المخاطر المعدلة لهذه الابتكارات من خلال عرض العديد من المعلومات و الدراسات العلمية و منها المتعلقة بجهاز IQOS من Philip Morris International و SNUS من شركة Swedish Match ، اللذين تحصلا على شهادة “منتج تبغ معدل المخاطر” من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. و شرح أعضاء اللجنة كيفية الحصول على  هذا الاعتراف من قبل إدارة الغذاء والدواء FDA ، وتأثير ذلك على عامة الناس وعلى المدخنين بشكل خاص. بالإضافة إلى ذلك ، أتيحت الفرصة لمويرا جيلكريست ،نائبة رئيس الاتصالات الاستراتيجية والعلمية في شركة فيليب موريس العالمية، لشرح أهمية القرار التاريخي لإدارة الغذاء والدواء بالنسبة لIQOS و لسلامة المدخنين  وقامت أيضاً بعرض الرؤية الجديدة للشركة المتمثلة في مستقبل خالي من التدخين .

و قام  هيرويا كومامارو، الطبيب الوقائي المتخصص في الإقلاع عن التدخين في اليابان، بعرض التحول الذي شهده بلده على اثر دخول منتجات التبغ المسخن في اوخر سنة 2016.و تُظهر البيانات اليابانية المتوفرة حتى الآن بوضوح أن منتجات التبغ المسخن كان لها تأثير في الانخفاض المتسارع في مبيعات السجائر ب 30% دون إستقطاب الشباب أو غير المدخنين.
 واستنادًا إلى الأدلة العلمية المتاحة ، يمكن أن تكون منتجات التبغ المسخن بديلاً جادا عن طريق المساهمة في تقليل مضار التدخين بالنسبة للذين لم يتمكنوا من الإقلاع عنه كما أنها يمكن أن تكون خطوة نحو الإقلاع.

كما تم الإعلان في هذه الدورة عن إنشاء الرابطة الدولية لمكافحة التدخين والحد من المخاطر (SCOHRE) لهدف  تزويد مختلف الأطراف المتدخلة في عملية انتاج واستهلاك التبغ بالمعلومات العلمية الكافية عن تأثيرات النيكوتين. تعتقد SCOHRE أنه يجب إعادة تشكيل استراتيجيات مكافحة التدخين من خلال استخدام بدائل يحتمل أن تكون أقل خطورة ، بالإضافة إلى تدابير الإقلاع عن التدخين التقليدية والوقاية من التدخين.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.