‘الاحتفال بمرور 75 عامًا على استقلال الهند – ما هي انجازاتنا؟’

0

بقلم سعادة سفير الهند بتونس، السيد بونيت ر. كوندال

المنبر التونسي (الهند) – في الخامس عشر من أوت 2022، ستحتفل الهند بمرور 75 عامًا على استقلالها. يتم الاحتفال بهذه المناسبة على الصعيدين الوطني والدولي من خلال سلسلة من الفعاليّات تسمى   Azadi ka Amrut Mahotsav (المهرجان الكبير لرحيق الحرية). بدأت الاحتفالات لهذا الحدث 75 أسبوعًا قبل 15 أوت 2022، أي في 12 مارس 2021، وهو تاريخ الاحتفال بالذكرى 91 لمسيرة الملح التاريخية بقيادة المهاتما غاندي. حدد رئيس وزراء الهند خمسة جوانب للاحتفال بهذا اليوم. هي “الكفاح من أجل الحرية، الأفكار في الذكرى75، الإنجازات في الذكرى 75، الإجراءات في الذكرى 75 والحلول في الذكرى 75” لتعكس أفكار ومشاعر وآمال وتطلعات 1.3 مليار شخص في الهند.

منذ استقلالها في عام 1947، يُحسب للهند الفضل في تحقيق العديد من الإنجازات. لقد بنت اقتصادًا حديثًا، وظلت منارة للديمقراطية معتمدة الدستور نفسه منذ عام 1950، وانتشلت الملايين من الفقر، وأصبحت قوة فضائيّة ونووية، ووضعت دعائم سياسة خارجية قوية. تُعدّ الهند أكبر ديمقراطية في العالم وخامس أكبر اقتصاد من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي وثالث أكبر اقتصاد من حيث تعادل القوة الشرائية،وثالث أكبر منتج ومستهلك للكهرباء،كما تتمتّع بثاني أكبر مخزون للقوى العاملة العلمية والتقنية، وثالث أكبر جيش، وهي العضو السادس في النادي النووي، والقوّة السادسة في سباق الفضاء، وعاشر أكبر قوة صناعية. واليوم، تحوّلت الهند من بلد مستورد صاف للحبوب الغذائية إلى مصدّر رئيسيّ للسلع الغذائية. تم توفير 70 مليون طن من مخزون الأرز والقمح في الهند اعتبارًا من سبتمبر 2020 وتقدم الحكومة حاليًا طعامًا مجانيًا لأكثر من 800 مليون شخص للتغلب على أزمة جائحة كوفيد الحالية.

على الرغم من انتكاسات جائحة كوفيد، لا تزال الهند من بين الاقتصادات الرئيسية الأسرع نموًا في العالم. وبيّنت الأمم المتحدة، في تحديثها نصف السنوي للوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (WESP) الذي صدر في ماي 2021 أن الاقتصاد الهندي سينمو بنسبة 7.5 ٪ في عام 2021 و 10.1 ٪ في عام 2022، بعد انكماش يقدر بنسبة 6.8 ٪ في عام 2020. وبالمثل فإن “تقرير الاستثمار العالمي 2021” من قبل مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) الذي صدر في جوان 2021 لاحظ أنّ الاستثمار الأجنبي المباشر في الهند ارتفع بنسبة 27 ٪ ليبلغ 64 مليار دولار في عام 2020 مقابل 51 مليار دولار في عام 2019، مما يجعل البلاد خامس أكبر متلق للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم. وقد برزت البرامج والمعدات الحاسوبيّة كأكبر قطاع لهذه الاستثمارات مما يؤكد مرة أخرى حقيقة أن الهند هي القوة العظمى الرائدة في العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

إنّ مسألة النمو مهمة جدًا بالنسبة إلينا نظرًا للطبيعة الشابة لسكان الهند، حيث تقل أعمار 65٪ منهم عن 35 عامًا. ومع ذلك، لا يمكن أن يكون النمو على حساب البيئة. وبموجب اتفاق باريس، تعهدت الهند بخفض كثافة الانبعاثات في الاقتصاد بنسبة 33-35٪ بحلول عام 2030 وبحلول عام 2021،تمّ تحقيق انخفاض بنسبة 24٪ في كثافة الانبعاث. كما سيتم الوصول إلى الهدف الثاني المتمثل في زيادة حصة مصادر الطاقة غير المستندة إلى الوقود الأحفوري إلى 40٪ بحلول عام 2030 في المستقبل القريب. أمّا القدرة الحالية فتبلغ 38٪. وتشهد الطاقة المتجددة زيادة في سرعة الانتشار في الهند. نحن نسير على الطريق الصحيح لإنتاج 450 GW من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. وفي هذا الاتجاه، نحن أيضًا على الطريق الصحيح لتركيز 225 GW من الطاقة المتجددة بحلول عام 2022 بشكل أساسي باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

تُعرف الهند شعبياً باسم”صيدلية العالم”. ويوفر قطاع الأدوية الهندي 40٪ من الطلب على الأدوية الجنيسة في الولايات المتحدة و 25٪ من جميع الأدوية في المملكة المتحدة. تبلغ قيمة صناعة الأدوية في الهند حوالي 42 مليار دولار، حيث تمثل الصادرات حوالي 18 مليار دولار ومن المتوقع أن تنمو إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2025 بينما من المتوقع أن ينمو سوق الأجهزة الطبية بمقدار 25 مليار دولار. خلال فترة انتشار الوباء، ووفاء منها لاسمها “صيدلية العالم”، قدمت الهند أدوية لأكثر من 150 دولة في العالم بما في ذلك تونس.

الهند هي أيضًا رائدة عالميّا في تصنيع اللقاحات، فهي توفر أكثر من 50٪ من الطلب العالمي على لقاحات مختلفة. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 65 ٪ من الأطفال في 170 دولة في العالم يتلقون لقاحًا واحدًا على الأقل مصنوعًا في الهند لبرامج التلقيح الوطنية الخاصة بهم. وتمتلك الشركات المصنعة للقاحات الهندية قدرة  قائمة  تراكمية لتصنيع 8.2 مليار جرعة من اللقاحات المختلفة كل عام. وفي فترة انتشار جائحة كوفيد، قمنا بتطعيم أكثر من 420 مليون شخص باستخدام لقاحات مصنوعة في الهند والهدف هو تطعيم جميع البالغين فوق سن 18 بحلول نهاية عام 2021.

تواصل الهند أيضًا سياستها الخارجية المستقلة دون أن تكون عضوًا في أي تحالفات عسكرية. أدى تحسن الأداء الاقتصادي للهند ومواهب السكان الهنود إلى تمكين الأمة من مدّ الجسور بين البلدان المتقدمة والنامية. وتشكل الجالية الهندية الكبيرة البالغة حوالي 30 مليون نسمة جزءًا مهمًا من هذا الجهد. لقد عمقت الأمة علاقاتها مع جميع البلدان مع التركيز بشكل خاص على القارة الإفريقية.

إنّ فكرة العالم كعائلة كبيرة متماسكة، المستوحاة في رسالتنا “Vasudhaiva Kutumbakam”   (العالم كله عائلة) تعزّز علاقاتنا مع الدول الأخرى. وما فتئنا نتشاطر مثلنا الديمقراطية وثمار تنميتنا مع العالم بأسره. إنه لمن دواعي السرور والرضا أن توافق الحكومة التونسية على تقديم دعمها الكامل لأنشطتنا الاحتفالية بينما نعمل على الاحتفال بمرور 75 عامًا على استقلال أكبر ديمقراطية في العالم يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة.

 

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.