سهرة زياد غرسة على ركح المسرح الأثري بقرطاج

0

المنبر التونسي (سهرة “زياد غرسة) – لم يكن لحظتها يعزف على العود، كان جالسا يغني منتشيا، وأنامله تتحرك، تعزف على اللاشيء… ذلك هو الفنان “زياد غرسة”، مسكون بحبه للموسيقى التي نشأ في أجوائها… لا يحتاج إلى آلة ليعزف فهو يفعل ذلك في كل لحظة، تتحرك أنامله دون وعي منه ربما لتترجم شغفا بالموسيقى تقاسمه مع جمهور كبير العدد لم يتخلف عن حضور سهرته في المسرح الأثري بقرطاج ليلة الخميس 11 أوت الجاري ضمن فعاليات الدورة الثانية والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي

تحدث “زياد غرسة” إلى الجمهور أكثر من العادة، ولعله كان سعيدا جدا بصموده بالموسيقى التونسية الأصيلة التي يشتغل عليها مجددا دون أن يفسد روحها، فعبر عن ذلك في شكل حوار مع جمهوره اقتطعه بين وصلاته الغنائية

- Au-Festival-International-de-Carthage-2016-la-Soirée-de-ZiedGharsa-et-Dorsaf-Hemdani-l’alchimie-fut-totale-2

كان “زياد غرسة” دقيقا في موعده، ففي تمام العاشرة اهتزت المدارج مع النشيد الوطني التونسي، ليتم الإعلان عن السهرة بثلاث لغات: العربية، الفرنسية والإنقليزية ولم يتأخر “زياد” عن اللحاق بفرقته الموسيقية التي تضم عددا من خيرة العازفين في تونس نفذوا العرض بالكثير من الحرفية

استهل “زياد غرسة” سهرته بالفوندو مع وصلة من المالوف، ليهدي أمه أغنية “يا زهرة” التي لحنها هو وكتبها “علي الورتاني”، أغنية جميلة أثرت في السامعين، وأبكت والدة “زياد غرسة” التي سجلت حضورها في العرض وارتبكت عندما خصها ابنها بالتحية وقال فيها شعرا ليهدي لها الأغنية

لم يطل انتظار الجمهور ليستقبل “غرسة” الابن ضيفته الفنانة “درصاف الحمداني” التي غنت كوكتالا من الأغاني التونسية المعروفة اهتزت لها المدارج مثل “ما أحلى عينيك”، “كحلة الأهداب”، “خاتم حبيبتي”، “عشيري الأول”، ثم التحق بضيفته ليؤديا معا أغنية جديدة دويتو تفرغ “زياد غرسة” لآدائها للمرة الأولى وترك أمر قيادة الفرقة للفنان “محمد الأسود”

- Au-Festival-International-de-Carthage-2016-la-Soirée-de-ZiedGharsa-et-Dorsaf-Hemdani-l’alchimie-fut-totale-ar

الدويتو بعنوان “نموت عليك” أغنية رومانسية من كلمات “عماد الورغي”، تلحين “زياد غرسة” وتوزيع “محسن الماطري”… أغنية جميلة في لون جديد على هذا الفنان لم يسبق له آداؤه لمع فيها صوته وتألقت معه “درصاف الحمداني” التي كانت ضيفة خفيفة على جمهور المسرح الأثري بقرطاج وأثبتت من جديد أنها صوت محترم ومثقف إمكانياته عالية

غادرت “درصاف الحمداني” المسرح وواجه “زياد غرسة”جمهورا كان متعطشا لأغانيه الراقصة والمعروفة مثل “المقياس”، “عزيز قلبي”، “ترهويجة”، “حبك كم عيارو” فلم يبخل عليه بذلك لكن بعد أن اقترح وصلة مغاربية

كانت ليلة تونسية أصيلة مع فنان نجح كيف يجعل من الموسيقى التونسية مادة دسمة تمتع الجمهور فلا يتخلف عن دعمها… ليلة تونسية بامتياز مع جمهور لا يقل أصالة كتب فصلا جديدا من “قرطاج قصة مسرح عظيم وجمهور راع”

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.