مسرحية “المخفوقة” لمنال عبد القوي: بيبيوغرافيا شخصية تختل بعضا من واقع التونسية

0

المنبر التونسي (المخفوقة) – في قاعة غصّت بالجماهير وضاقت عليهم بما رحبت، قدمت الفنانة المسرحية منال عبد القوي عملها الكوميدي الجديد "مخفوقة بنت بوها" التي أتت في ظروف عائلية قاسية، أياما بعد وفاة والدها.

الجماهير الحاضرة استمتعت على امتداد أكثر من ساعتين بلوحات متنوعة من حياة "المخفوقة"، التي اختارت لها اسم "زينة" تلك الفتاة الجربية المتقدة حيوية ، النشيطة والمفعمة بالحياة وسط واقع جربي متفتح وأصيل.

تجول بفكر زينة ذكريات الطفولة والمراهقة والشباب فتتوقف عند البعض من محطاتها حين كانت صبية تبتهج لإيقاعات ونغمات وأغاني الأعراس المميزة "المحفل الجربي" إلى أن شغفت بالمسرح كتعبير حر مرورا بنجاحها الجامعي ونضج مسارها الفني والمهني وصولا إلى الشهرة والاعتراف…

اليوم وقد تقدم بها العمر، أين ذاك الرجل ؟ لماذا لم تتزوج بعد ؟ هل فاتها قطار الزواج ؟ هل أصبحت عانسا ؟ تأخذنا زينة إلى عالم نسائي خفي ذو شجون وتبوح ببعض الهواجس المتعلقة بالحب والحياة وتحقيق الذات.

تتحدث "المخفوقة" عن تفاصيل حياتها في جربة، عن مغامراتها في الأعراس وعن حبها الأول في المدرسة الإعدادية وعن تفاصيل أخرى في حياتها، أهمها والدتها التي تلاحقها في كل تحركاتها وتمنعها من التعرف إلى الرجال أو الاقتراب منهم.

وتروي كذلك قصة حب كبيرة عاشتها مع شاب من جزيرة جربة أيضا واتفقا على كل تفاصيل الحياة الزوجية، قصة لاقت معارضة والدته التي رفضت أن يتزوج ابنها من فنانة !!

هنا تدخل الشابة المقبلة على قصة حب كبيرة في حالة من الهيستيريا وعدم الفهم، لم تستوعب كيف يمكن لامرأة أن تقف حجر عثرة أمام سعادة ابنها لاعتقادها بأن الفنانة هي امرأة سيئة بالضرورة، فدمرت حياتها وجعلت من "المخفوقة" شخصية أخرى غير التي كانت.

في هذه المسرحية لعبت منال عبد القوي شخصيات ذات كراكتير متباين من حيث البنية الفكرية والفيزيولوجية والنفسية مستثمرة مواهبها الأدائية في العزف والغناء والأداء التمثيلي الحركي والديناميكي لتقدم معالجة كوميدية طريفة تستند إلى خفة الظل لخلق الوضعيات الكوميدية المبنية على السخرية من بعض المفاهيم الخاطئة والأحكام المسبقة…

تمكنت منال عبد القوي من شد الجمهور على امتداد المسرحية وراوحت فيها بين المسرح وبعض اللوحات الموسيقية الجربية التي جعلت جزءا من الحضور يستعيد ذكريات الجزيرة وجعلت الجزء الآخر يحلم بزيارتها.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.