في الذكرى الخامسة للقاء باريس..الغنوشي:”النهضة ستتفاعل مع مبادرة السبسي حول المساواة في الإرث”

0

المنبر التونسي (راشد الغنوشي) – قال رئيس حركة النهضة أنّ الحركة ستتفاعل مع مبادرة رئيس الدولة حول الإرث حين تقدم رسميا إلى البرلمان.

وعبّر الغنوشي في كلمة نشر نصّها على صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”، عن أمله في أن يصل الحوار والنقاش حول هذه المبادرة إلى ”الصياغة التي تحقق المقصد من الاجتهاد وتجعل من تفاعل النص مع الواقع أداة نهوض وتجديد وتقدم لا جدلا مقيتا يفرق ولا يجمع، ويفوت على التونسيين والتونسيات المزيد من فرص التضامن والتآلف”.

وجدّد الغنوشي في هذه الكلمة التي نشرها بمناسبة ”الذكرى الخامسة” للقاء باريس الشهير الذي جمعه بالباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس وزعيم جبهة الإنقاذ أنذاك، التزامه ”التام” بخيار التوافق مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي واعتباره الإطار الأمثل للحوار حول كل القضايا للوصول الى حلول وبدائل وتوافقات ، بعيدا عن منطق الغلبة وفرض الرأي، معتبرا أنّ هذا التوافق يمثّل أرضية لكلّ حوار جدي وهو يمثّل خيارا استراتيجيا للنهضة.

وأشار الغنوشي إلى أنّ التوافق الذي حصل خلال لقاء باريس لم يكن صفقة انتهازية او خيارا تكتيكيا او ظرفيا، معتبرا أنّ النهضة لم تنقذ نفسها فحسب من محرقة بل أنقذت الثورة من الإرتداد بإنسحابها من الحكم، دون أن يكون ذلك انسحابا من السياسة.

واعتبر أنّ ”لقاء باريس” حقّق الكثير من المكاسب لتونس، داعيا إلى استلهام العبر من تلك المبادرة للتعامل مع الأزمة السياسية.

لقاءات بعيدا عن الصخب الإعلامي

وكشف الغنوشي أنّ سلسلة من اللقاءات جرت بين الطرفين ”بعيدا عن الصخب الإعلامي” في منزله ومنزل الباجي قايد السبسي توازيا مع الحوار الوطني والى غاية موفى سنة 2014.

من جهة أخرى أشار الغنوشي في هذه الكلمة إلى أنّ دعوة النهضة إلى الاستقرار الحكومي لا تتعارض مع خيار التوافق مع رئيس الجمهورية أو بحثا عن أُطر بديلة عنه بل تقديرا للمصلحة الوطنية، وفق تعبيره.

وجدّد في هذا السياق دعوته إلى كل الأطراف الى ”معالجة الاختلافات حول هذا الموضوع في إطار الحوار والبحث عن الحلول المعقولة سياسيا والمقبولة دستوريا في كنف الاحترام الكامل للمؤسسات”.

واشار في المقابل إلى أنّ ”التنافس الحر هو من صميم الديمقراطية وان الطموح الشخصي للوصول الى الحكم عبر الصندوق حق دستوري لا يمكن المساس به أو إدانته”، مشدّدا على ضرورة الأخذ بعين الإعتبار ”مقتضيات” الديمقراطية الناشئة في تونس وانّه لا يمكن أن تحكم تونس بمنطق الأغلبية والأقلية وأنّ نتيجة الصندوق لا يجب أن تتنافى مع الحفاظ على امكانية التوافق على منظومة حكم مستقرة، وفق تقديره.

من جهة أخرى أدان الغنوشي ”بكل شدة” ما تعرض له رئيس الدولة من ثلب وتهجم، داعيا أجهزة الدولة الى ”التحرك ضمن القانون لضرب العابثين بالشبكات الاجتماعية”.

وكتب “منذ لقاء باريس، الذي أعطى إشارة انطلاق سلسلة من اللقاءات بعيدا عن الصخب الإعلامي في منزل سي الباجي أو في منزلي، بالتوازي مع الحوار الوطني والى غاية موفى سنة 2014 ، لتبدأ تقاليد جديدة في الحوار والتشاور بين فخامة رئيس الجمهورية ورئيس حركة النهضة، أصبحت لتونس تجربة في إدارة الاختلاف السياسي بطريقة ديمقراطية قائمة على التداول السلمي على السلطة.
فقد انتصر النداء في انتخابات 2014 فبادرت بتهنئة رئيس الحزب الفائز حتى قبل صدور النتائج النهائية مسجلا حالة أولى من نوعها في بلاد العرب ، وقبلت النهضة بعد ان كانت تقود الحكومة المشاركة الرمزية في الحكم لتحصين المسار الجديد من العابثين والمتآمرين . وكم سعدنا بأن شعبنا كافأنا بالفوز في الانتخابات البلدية دون ان يتحول هذا الفوز الى مصدر لإرباك توازنات المشهد القائم، او مبعثًا لغرور وتغول، فحاجة البلاد وسكينتها تبحر في بحر متلاطم احوج الْيَوْمَ وغدا لنهج التوافق كما كانت أمس
وذلك بعد سنوات لم تخل من تباين في وجهات النظر ومن تنازلات متبادلة ومن تعارض احيانا بين طابع المنافسة الذي يميز العلاقة بين الأحزاب الطامحة دائما لان تكون في صدارة الانتخابات والأكثر تأثيرا في الشارع، وبين ضرورات الحفاظ على مقومات التعايش وإدارة الاختلاف تحت سقف الحوار البناء”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.