وفاة 11 رضيعا في تونس: “جريمة دولة”.. فبأي ذنب قتلوا؟ 

0

المنبر التونسي  ( وفاة 11 رضيعا ) – عاشت تونس يوم 9 مارس 2019 على وقع “كارثة إنسانية” تمثلت في وفاة 11 رضيعا بمركز التوليد وطب الرضيع بمستشفى الرابطة بالعاصمة، يومي الخميس 7 والجمعة 8 مارس الجاري.
وحسب ما بينته النتائج الأولية للأبحاث فإن  الوفيات كانت ناتجة عن تعفّنات سارية في الدم تسببت سريعا في هبوط في الدورة الدموية choc septique، وتمّ رفع العينات لدى الولدان والوسط العلاجي لتحديد نوعية ومصدر التعفّنات، وفق وزارة الصحة.

العدد مرجح للارتفاع ..

تناقلت العديد من المصادر أن عدد الوفيات وصل إلى 20 رضيعا وسط تكتم شديد، ويفوق الأرقام المعلنة، خاصة وأنه لم يتم تسليم جثامين الرضع للعائلات في نفس الوقت خوفا من تجمعهم وإثارة غضبهم، خاصة وأن البعض منهم تسلم جثمان رضيعه ولم يكن يعلم بالكارثة وقال في تصريحات إعلامية أنه لم يكن يعلم بالفاجعة، وعلم في ما بعد أن رضيعه توفي مع مجموعة من الرضع بسبب دواء فاسد..

هذا وطالت التعفنات حوالي 80 رضيعا وعدد الوفايات مرجح للارتفاع..كارثة خلفت وجعا واستياء وغضبا في صفوف التونسيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين حملوا الحكومة المسؤولية لتسببها في انهيار قطاع الصحة العمومية لعدم محاسبة الفاسدين والمتاجرين بصحة المواطن…

وتم منع الصحفيين من دخول المستشفى يوم أمس لتغطية الحدث بقرار إداري ، حيث تساءل البعض هل أن عدد الاطفال الذين اصيبوا بنفس التعفنات اكثر من المصرح به لذلك تم منع الصحفيين ام ماذا؟.

وأثارت هذه الفاجعة غضبا كبيرا، قدم على اثرها وزير الصحة عبد الرؤوف الشريف استقالته إثر اجتماع وزاري طارئ، وقبلها رئيس الحكومة يوسف الشاهد…استقالة اعتبرها البعض هروبا وتنصلا من المسؤولية باعتباره المسؤول الأول في الوزارة على قطاع الصحة العمومية التي تعتبر ملاذ المواطن التونسي الفقير والمهمش..في حين اعتبرها آخرون سابقة ايجابية وقرار صائب وشجاع يشرفه كدكتور جراح..

تسليم جثامين الرضع في علب كرتونية يثير الغضب

أثار تسليم جثامين الرضع في علب كرتونية غضب الكثير الذين انتقدوا مثل هذه التصرفات التي لا تحترم الأموات من الرضع، واستنكروا هذه الطريقة التي تعتمدها السلط المعنية دون العمل على تغييرها.
ومن جهتها قالت المديرة العامة للصحّة نبيهة بورصالي في تصريح  للقناة الوطنية الأولى ان هذه العادة متداولة في كل المستشفيات وغير مقتصرة على مستشفى الرابطة الذي شهد وفاة 11 رضعيا في ظرف 24 ساعة.

وأوضحت البورصالي أنه يتم تسليم جثامين المتوفين الكبار في الصناديق التي توفرها البلدية في حين يتم تسليم الرضع لذويهم في صناديق ‘كرتونية’ متوفرة في المستشفيات مشيرة إلى أن البلديات لم توفر صناديق خاصة بالرضع.

وازدادت تصريحاتها الطين بلة حيث اعتبرها كثيرون فاقدة للإنسانية ولم تراع مشاعر عائلات الضحايا.

جريمة دولة وعمل إرهابي

وتعتبر هذه الفاجعة ،وفاة رضع بتعفنات سارية في الدم، جريمة دولة..فبأي ذنب قتل هؤلاء فمنهم من كان حلما لأم طال انتظارها فتحقق بعد 8 سنوات إلا أنها حرمت من احتضان حلمها ورضيعها بسبب الإهمال وفساد الدولة التي لا ترعى أبناءها ولا تحفظ حقهم في الحياة بتشريعها للفساد.. حتى ان المنظمة التونسية للاطباء الشبان اعتبرت ان هاته المأساة وعديد المآسي الأخرى تندرج ضمن الجرائم الإرهابية التي ترتكبها السلطة عمدا و بكل انعدام كفاءة وضمير تنفيذا لسياسات معادية لجماهير الشعب ولطلائعه العلمية من أطباء و اطارات شبه طبية متمسكة بالقطاع الصحي العمومي”.

كما وصفت لأستاذة كوثر الأرقط، إحدى محاميات لجنة الدفاع عن ضحايا فاجعة مركز التوليد وطب الرضيع بمستشفى الرابطة، حادثة وفاة 11 رضيعا بـ”الفعل الإجرامي”، داعية جميع المحامين الشرفاء إلى الالتحاق باللجنة التطوعية.

واعتبرت في تصريح إذاعي ان قطاع الصحة في تونس قد تضرر بسبب  “استفحال الفساد والرشوة والصفقات العمومية المشبوهة، إضافة إلى الانتدابات العشوائية القائمة على الولاءات السياسية، مقابل إبعاد الكفاءات وذوي الخبرة.

وتقرر تعيين وزيرة الشباب والرياضة الدكتورة سنية بالشيخ على راس وزارة الصحة بالنيابة، إثر استقالة وزير الصحة من منصبه بعد حادثة وفاة 11 رضيعا بالمستشفى الرابطة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.